لقي ما لايقل عن 43 شخصاً مصرعهم، الأربعاء، في الفيضانات التي ضربت محافظتي المحويت والحديدة فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين تحت ركام المنازل.
وقع غالبية الضحايا في عزلتي "همدان" و"القبلة" في مديرية ملحان غرب محافظة المحويت الواقعة على بعد 111 كليومترا شمال غرب صنعاء، والتي شهدت انفجار 3 سدود صغيرة فوق منازل مما أدى إلى انجراف العديد من المساكن ومن فيها من عائلات.
وفي آخر احصائية، قال مصدر في المحويت لـ"العين الإخبارية" إن 33 شخصاً قتلوا إثر انجراف وتدمير ما لا يقل عن 28 منزلاً في ملحان فيما انجرفت 5 مركبات وعدد كبير من مزارع المواطنين، وانقطعت بشكل كامل الطرق المؤدية إلى البلدتين المنكوبتين.
ووفقاً للمصدر ذاته، فإن العديد من المفقودين لا يزالون تحت ركام المنازل في كارثة نجمت إثر تدفق السيول إلى سدود صغيرة في منتصف الجبال التي يقع أسفلها عديد المنازل، إذ جرفت بعد انفجارها كل شيء في طريقها من منازل ومواشي ومركبات ومزارع، كما أعقبت الكارثة انهيارات صخرية كثيفة مما أعاق قدرة إنقاذ المفقودين.
وسجلت لجنة محلية في المحويت تضرر 200 منزل بشكل جزئي وتصدع، فيما سقط منزل حجري من طابقين على ساكنيه وآخر انهار سقفه في بلدة "بني جابر" في عزلة "جبع" في مديرية الخبت.
في الحديدة (غرب)، سقط ما لا يقل عن 10 قتلى ومفقودين اثنين في فيضانات وصواعق رعدية تضرب المحافظة منذ الأربعاء، وخلفت سيول جارفة.
ومع سقوط ضحايا جدد، ارتفعت حصيلة الضحايا في الحديدة فقط إلى نحو 46 قتيلاً وأكثر من 564 مصاباً منذ مطلع أغسطس/آب الجاري عندما اشتدت موجة الأمطار التي خلفت فيضانات كارثية في محافظات عدة.
دمار بأحد الطرق في اليمن جراء الفيضانات
ووقع الضحايا الجدد في الحديدة في بلدة "العطاوية" بمديريات الزيدية والمراوعة والقطيع واللحية وبيت الفقية، فيما تهدم عدد من المنازل منها منازل من الطين والقش، وانقطعت طرق في السخنة والضحى والمنصورية وباجل.
وأبلغ ناشطون عن تدفق السيول القادمة من وادي سهام للمرة الأولى منذ عشرات السنين إلى المدخل الشمالي لمدينة الحديدة واجتاحت عديد المنازل قبالة الميناء الحيوي المصنف كثاني أكبر الموانئ على البحر الأحمر.
خسائر سابقة
وضربت الأمطار والفيضانات المدمرة البلاد بشدة في نهاية يونيو/حزيران، وتفاقمت في نهاية يوليو/تموز واشتدت في أغسطس/آب، مما أثر على 695 ألف أسرة بشكل مباشر، بعد تدمير منازلها وفقد مصادر رزقها وسبل عيشها، وفقا للإحصائيات الأممية.
وكانت إحصائيات سابقة رسمية وأممية، وثقت مقتل 98 شخصاً، منهم 36 في الحديدة و15 في تعز و9 في إب وأكثر من 8 في مأرب ونحو 15 في حجة.
كما سجلت تضرر آلاف الأسر وغالبيتها من الأسر النازحة التي وجدت فجأة نفسها بلا مأوى ومشرده بالعراء.
ووفقاً لنشرة الإنذار المبكر لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فإن من المتوقع خلال الأيام المقبلة حدوث زيادة كبيرة ومستمرة في هطول الأمطار في عدة محافظات يمنية، منها هطول غير مسبوق يتجاوز 300 ملم على المرتفعات الوسطى ومناطق ساحل البحر الأحمر وأجزاء من المرتفعات الجنوبية.