في حاضرة لحج ، تعيش العديد من النساء سيّما كبار السن والمريضات معاناة يومية بسبب انتظارهن الطويل لاستلام الحوالات النقدية غير المشروطة، بعد أن تحولت "الإعانة إلى هيانة" وهي التي تمثل شريان حياة لهن ولعائلاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
على أرصفة الشوارع لساعات وأحياناً لأيام بات مألوفًا، وهنّ يأملن في الحصول على الحوالات التي ينتظرنها بفارغ الصبر.
بالنسبة للعديد من هؤلاء النساء، الانتظار ليس فقط معاناة جسدية، بل هو أيضاً مصدر قلق نفسي مستمر. فالكثير منهن مريضات أو كبيرات في السن، ولا يملكن القدرة على التحمل لفترات طويلة في بيئة غير ملائمة. إضافة إلى ذلك، تفتقر العديد من المناطق إلى الخدمات الأساسية مثل أماكن للجلوس ، مما يزيد من حدة المعاناة.
ورغم الإعلان المتكرر عن تحسينات في نظام صرف الحوالات النقدية، لا تزال هذه النساء يجدن أنفسهن في مواجهة صعوبات تقنية وإدارية تؤدي إلى تأخير في الصرف. وبسبب الاعتماد الكلي على هذه الحوالات لدعم أسرهن، تجد العديد منهن أنفسهن مضطرات إلى تحمل تلك المعاناة رغم قسوتها.
تستمر هذه المأساة في ظل غياب حلول فاعلة لتسريع وتسهيل عملية صرف الحوالات النقدية، مما يدفع إلى التساؤل حول مدى قدرة الجهات المعنية على إيجاد آليات أكثر فعالية وكرامة تضمن حصول هذه الفئة الضعيفة على حقوقها دون مشقة أو تأخير.
من جانبه، صرح المشرف العام للمشروع بمحافظة لحج ، الأستاذ علي عبدالله عبد العليم، ليوضح حقيقة ما يحدث. وأشار إلى أن هذه ليست معاناة كما يصفها البعض، فقد قمنا بتوزيع كروت جدولة، لكل مستفيد، يحدد لهم موعد الصرف دون أي عناء. كما أكد عبد العليم أن المشروع يبذل كل الجهود الممكنة لضمان تسليم الحوالات في أسرع وقت ممكن، وأن الأولوية تكمن في تقديم الدعم للنساء والفئات الأكثر احتياجًا.
في الوقت ذاته، دعا المدير المستفيدات إلى الصبر وتفهم الوضع، مشيراً إلى أن الفرق تعمل على تسهيل العملية وتحسين الظروف الحالية قدر الإمكان.