تعاني مئات الأسر الفقيرة في مدينة الحوطة بمحافظة لحج من صدمة كبيرة بعد سقوط أسمائهم من نظام الحوالات النقدية المعتمد على البصمة، مما حرمهم من المساعدة المالية التي كانت تشكل شريان حياة بالنسبة لهم. هذه الأسر التي كانت تعتمد بشكل كبير على الحوالات النقدية لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة، تجد نفسها الآن في مواجهة تحديات اقتصادية قاسية بدون أي دعم.
كان برنامج الحوالات النقدية، الذي يتم من خلال نظام البصمة، بمثابة وسيلة لتوفير دخل بسيط لكنه مهم للأسر ذات الدخل المحدود أو المعدوم. ومع ذلك، فوجئ الكثير من المستفيدين بإسقاط أسمائهم من قوائم المستفيدين، دون تقديم أي تفسير واضح من الجهات المعنية. بالنسبة للعديد من هذه الأسر، كانت تلك الحوالات السبيل الوحيد لتوفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، الدواء، ودفع تكاليف التعليم لأطفالهم.
تتضاعف معاناة هذه الأسر بسبب الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل عام. وبدون أي مصدر دخل بديل، تواجه هذه العائلات خطر الانزلاق أكثر نحو الفقر المدقع. الأسر التي كانت تعتمد على هذه الحوالات بشكل شهري تجد نفسها الآن في مواجهة مستقبل غير معلوم، تتساءل عن كيفية توفير لقمة العيش لأطفالها في الأيام القادمة.
عبر العديد من المتضررين عن شعورهم بالخذلان واليأس من هذا القرار غير المبرر، مشيرين إلى أن إسقاط أسمائهم تم بشكل مفاجئ ودون إعطائهم فرصة استفسارات حول الأسباب. وفي ظل غياب أي توجيه واضح من السلطات المحلية حول إعادة النظر في هذه القرارات أو إيجاد بدائل لدعم المتضررين، تزداد المخاوف من تفاقم الأزمة.
في هذا السياق، يناشد هؤلاء المواطنون الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية ضرورة التدخل لإعادة النظر في قوائم المستفيدين، وإعادة المساعدة المالية لهؤلاء الذين يعتمدون عليها بشكل أساسي لمواجهة الحياة اليومية. ففي ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد، تعد هذه الحوالات شريان حياة للكثير من الأسر الفقيرة التي لا تملك أي موارد أخرى.