صرح عبد الكريم سالم السعدي، عضو قيادة "الحراك الجنوبي السلمي"، رئيس "تجمع القوى المدنية الجنوبية"، بأن كل المؤشرات تؤكد أن ما ينتظر الجنوب هو "المزيد من الصراعات والخلافات كنتاج طبيعي لمشاورات الرياض غير المدروسة".
وأضاف في حديثه لـوكالة "سبوتنيك"الروسية، اليوم الخميس، أن "التوافقات التي فرضتها مشاورات الرياض والتي أفضت إلى ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، كانت عباره عن خطوة غير مدروسة ركزت على التسوية الدائرة بين السعودية وجماعة أنصار الله وأهملت بقية القضايا، مستغلة الصراعات الداخلية البينية وضعف الحضورعن تلك القضايا واستسلامهم للإملاءات حينها".
أما ما يخص توحد الجنوبيين على قضيتهم الكبرى يقول السعدي: "هذا أيضا تديره إلى الآن عقلية الصراع وقد فشلت دعوات الحوار الجنوبي-الجنوبي نتيجة لافتقادها لأبسط مقومات ومعايير الحوار الحقيقي، وفي اعتقادي أن أكبرعقبة تواجه القضية الجنوبية اليوم، هي عقبة الصوت العالي لغير العقلاء من الجنوبيين وتصدرهم للمشهد".
وأردف السعدي أن "أصوات غير العقلاء استدعت أسباب صراعات الماضي الجنوبية، وساهمت في تمزيق النسيج السياسي والاجتماعي الجنوبي وعرقلت وستعرقل مسيرة القضية الجنوبية، وقد تقضي عليها إذا استمرت الأمورعلى نفس الوضع الحالي الذي تصنعه الصراعات المناطقية وتداعيات الصراعات الجنوبية السابقة، وتصب الزيت عليه التدخلات الإقليمية التي ترى في تحقيق الهدف الجنوبي تهديدات لمصالحها".
وأشار القيادي الجنوبي إلى أنه عندما تغيب لغة الحوار الحقيقي والنِدي والذي يضمن حق الشراكة، فالبديل مؤكد لن يكون إلا الصراع والتناحر، وصفحات التاريخ الجنوبي القريب ملطخة بدماء ذلك البديل الذي دأبت النخب المتصارعة على فرضه على الشعب في الجنوب.
وأكد السعدي أن ما يحدث اليوم على الساحة من مقدمات صراع سواء صراع النخب الجنوبية مع النخب الشمالية، أو صراع النخب الوطنية اليمنية مع أدوات وجماعات أطراف الإقليم التي أنشأتها ودربتها وجعلت منها الحارس على مصالحها في اليمن شمالا وجنوبا، وذلك على حساب مصالح اليمن وأبنائه، أو صراع التوجيهات والرغبات والمصالح الإقليمية مع التوجيهات والأهداف الوطنية، أو الصراع الجنوبي-الجنوبي الذي أعادته جماعة الانتقالي مرة أخرى إلى الواجهة، وذلك بوجه أكثر قبحا من سابقه، كل تلك المقدمات ستقود إلى صراعات ولن تقود إلى توافقات لأن الصراع في العادة لايجلب إلا المزيد الصراع.