- مؤسسة المياه: مفقود المياه وصل الى 60% من ما ننتجه.
- الربط العشوائي فاق قدرة مؤسسة المياه على مكافحته.
- عدن بحاجة إلى ضعف ما تنتجه يوميا من المياه لتحقيق الاستقرار.
تقرير - سكوب 24 - ثروت جيزاني
يعرّف الأمن المائي بأنه هدف شامل يكون فيه "كل شخص قادرًا على الحصول على مقدار كافٍ من المياه الآمنة بتكلفة معقولة ليعيش حياة نظيفة وصحية ومنتجة، مع ضمان حماية البيئة، ويقضي ضمان الأمن المائي حماية المنظومة المائية، والتخفيف من آثار الأخطار التي قد تحدث لمنظومة المياه مثل التعديات والبسط على اراضي الحقول والربط العشوائي وحدوث الفيضانات وحالات الجفاف، العمل على توفير المياه وتسهيل الانتفاع منه الجميع وبالتساوي وما يتصل بها من خدمات وإدارة الموارد المائية بطريقة متكاملة ومنصفة.
وإنطلاقا من تلك التعريفات وملامسة لحالة القصور في الكفاية اضطلع موقع سكوب24 بمهة تسليط الضوء على حقول انتاج الماء والتي تمد العاصمة عدن وضواحيها بالمياه والوقوف امام تلك التحديات لاسيما وان مناطق واحياء عديدة تشتكي من نذرة وصول المياه اليها نتجت عنها حالة غضب عامة كما ترتب عليها اعباء وتكاليف إضافية على المواطن في تلك المناطق والاحياء التي يندر فيها وصول مياه الشرب بانتظام والمنتشرة في عديد من المديريات في العاصمة عدن .
توجهنا الى الإدارة العامة للحقول حاملين معنا هموم وشكاوى المواطن وكان في استقبالنا المهندس كامل حسن الحمامي مدير عام الحقول والاخ عزب محمد عبدالله مدير حقلي بئر ناصر والمناصرة.
«حقل بئر ناصر»
تحدث الأخ عزب محمد عبدالله مدير حقلي بئر ناصر والمناصرة عن مكونات الحقلين، حيث قال يضم حقل بئر ناصر لانتاج المياه على 51 بئر ينتج الماء حاليا من 46 بئر والمتوقفة عن الإنتاج 5 آبار فقط.
وأضاف "عزب" إن عددا من الآبار تم تأهيلها في حقل بئر ناصر لعدد 13 بئر جديدة ومستبدلة، حيث كان الحقل يعتمد في انتاجه على 33 بئر فقط وبعد التأهيل اصبح الحقل ينتج من 46 بئر بقدرة إنتاجية تتجاوز 60,000 متر مكعب يومياً.
وفي حديث المهندس كامل حسن الحمامي مدير عام حقول المياه قال إن قيادة المؤسسة دأبت على إحداث نقلة نوعية وتطوير الاداء العام لانتاج الحقول من المياه.
وأضاف : في تطور لافت تم ادخال منظومة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 610 كيلو فولت تعمل بالتناوب مع الكهرباء العامة وتوليد الكهرباء عبر مولدات الحقول مما ادى الى ايجاد استقرار في التوليد ساعد في زيادة انتاج الحقل حتى وصل الى مستويات مستقرة تقدر ب60 الف متر مكعب باليوم .
وأكد المهندس الحمامي إن استخدام منظومة الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية للحقل وفر مايقارب 30مليون ريال شهريا كانت تنفق لتوفير وقود للمولدات .
وأشاد المهندس الحمامي بتوجهات قيادة المؤسسة التي لم تبخل بالجهد والوقت للمساعدة على تطوير حقول إنتاج المياه وتجاوبهم الايجابي والحاسم للإستمرار في إعادة تأهيل ورفع كفاءة الحقول .
حقل المناصرة
انتقلنا مع الاخ عزب محمد عبدالله مدير حقلي المناصرة وبئر ناصر للحديث عن حقل المناصرة حيث قال ان حقل المناصرة يحتوي على 20 بئر ويقوم 16 بئر حاليا بالانتاج بكفاءة عالية بما يقدر 10الف متر مكعب باليوم وهو حقل واعد باذن الله.
وأضاف العزب أن هناك ثلاثة أبار قيد التأهيل وقريباً سيتم الانتهاء من إدخالهم في الانتاج ليرتفع مستوى انتاج حقل المناصرة ونحن نعمل مع قيادة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي على رفع كفاءة الحقول حتى نتمكن من خفض العجز القائم مابين الانتاج والاستهلاك للتخفيف من ازمة المياه ألخانقة.
«حقل بئر احمد "وفرة" ومستقبل عدن»
وعن حقل مياه بئر احمد تحدث المهندس كامل حسن حمامي مدير عام الحقول حيث قال يضم حقل بئر احمد 43 بئر تبقى منها 29 بئر فقط 28 بئر تنتج حاليا المياه بكفاءة جيده.
وأضاف : في السابق كان هناك سحب جائر في هذا الحقل معه اغلقت مايقارب 14 بئر من اصل 43بئر وتبقى 29 بئر ولكن مايميز حقل بئر احمد، انتاجه الوفير حيث ينتج باليوم 60 الف متر مكعب ، وهناك توجه من قيادة المؤسسة وإدارة الحقول في تطوير حقل بئر احمد ورفع كفائته وإعادة تأهيل عددا من الابار واستبدال وحفر أبار جديدة في مسعى لتغطية العجز القائم مابين الانتاج والاستهلاك وفي اقل تقدير خفض نسب العجز بينهما.
«حقل بئر ناصر تعديات وعشوائيات تهدد مستقبله»
رافقت "سكوب24" المهندس كامل حسن الحمامي مدير عام الحقول لآبار المياه في جولة لحقل بئر ناصر وصورت عدسة سكوب 24 العديد التعديات والبسط واكوام القمامة وروث الحيوانات داخل الحقل نفسه، وكذلك انتشار البناء حول الحقل وتواجد ( العشش) اكواخ تبنى من اعواد واغصان الاشجار بعد ءلك تستبدل بمواد اسمنتيه (بحسب مدير عام الحقول) كما شاهدنا عددا من الابنية الاسمنتية تنتشر في محيط الحقل.
وفي هذا الصدد قال المهندس "الحمامي":إن قيادة المؤسسة ممثلة بالمهندس محمد باخبيرة مدير عام المؤسسة ونائب المدير العام بلال الشعبي بالإشتراك مع الادارة العامة للحقول قد بذلت جهودا كبيرة في القضاء على تلك التعديات والبسط والبناء داخل الحقل وتمكنت من ازاحة الباسطين وتنفست الحقول الصعداء إلا ان عددا منهم يحاول إعادة الكره مرة اخرى ويحاول العودة للبناء مرة اخرى في وسط الحقل .
واضاف المهندس الحمامي ان عمل عمال إدارة الحقول في تفقد مواقع الآبار اضحى صعب جدا وخطير في ظل ذلك التواجد المريب للباسطين ومن الضروري بمكان تجهيز حملة اخرى للقضاء على ظاهرة البسط والتعدي.
وأكد الحمامي ان هناك من يقوم بهدم السور الخاص بحقل بئر ناصر كل ماقامت المؤسسة بإعادة بناءه حتى يتسنى لهم العودة للبسط على اراضي الحقل وهنا نتحدث عن حقل بئر ناصر والتي تقلصت مساحته عبر عقود بسبب ذلك البسط والتعدي.
وحذر الحمامي من خطورة البيارات التي تنشئ في الحقل ودورها في تلويث المخزون المائي ناهيك عن رمي القمامة من قبل الساكنين حول الحقل وداخل الحقل ممايؤدي الى تحللها وتلويث البيئة المائية فيها .
«الفاقد وعزف المواطن عن دفع قيمة الإستهلاك الصداع المزمن»
انتقل سكوب24 الى الإدارة العامة للمؤسسة المحلية المياه والصرف الصحي وهناك التقينا بالمهندس وضاح حيدره مدير عام التخطيط والمشاريع الاستثمارية، حيث انصب الحديث عن مواجهة ماتعانية المؤسسة منذ سنوات عديدة بسبب الربط العشوائي وما يتسبب من فاقد كبير من إنتاج الحقول ولا يتم احتسابه في سجلات المؤسسة بسبب الربط العشوائي لعديد المناطق والقرى والساكن.
وبهذا الشأن قال المهندس وضاح حيدرة : هناك توجهات صارمة وخطوات عملية حثيثة بانهاء مشكلة الفاقد من الانتاج والذي يعتبر حاليا خارج السيطرة. وأضاف ان أول الاجراءات تلك حيث ستقوم المؤسسة بتركيب عدادات رئيسية لاحتساب الكميات الخارجة من الحقول و التي تستهلك من قبل تلك المناطق والتي قد تم ربطها عشوائياً، وستليها بعدها خطوات اخرى تمكن المؤسسة من إعادة السيطرة على الماء المستهلك اولا وستكون تلك العدادات في مفاصل الخطوط الرئيسية حتى تعلم من أين جاءت والى اين ذهبت بدلا من تركها تشكل رقما مجهولا تحت عنوان الفاقد وتلك مشكلة ورثتها قيادة المؤسسة منذ اعواما مضت.
وذكر المهندس وضاح أن الفاقد كان يتعدى مانسبته 60٪ وبعد عدد من الاجراءات، وصل نسبة الفاقد الى 40٪ والمؤسسة في طريقها الى تخفيض تلك النسبة الى حدودها الدنيا.
وتصر قيادة المؤسسة على إيجاد حلولا ناجعة لها في ظل فارق الانتاج مع الاستهلاك اليومي وحاجة العاصمة وضواحيها وماحولها للماء كمصدر اساسي للحياة .
«عدن بحاجة إلى 300 ألف متر مكعب من المياه لتحقيق الاستقرار»
كما تظل مسألة عزوف المستهلكين للمنازل السكنية عن دفع قيمة استهلاكهم من ماء معضلة ادت الى ضعف تطوير الاداء العام للمؤسسة وانتهاجها مبادئ التقشف والاستعانة بالمؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية لتنفيذ خطط المؤسسة لفقدانها مورد مهم بعدم دفع قيمة استهلاك المياه من قبل المصالح الحكومية والاستهلاك السكني.
وأضاف وضاح حيدره أن ماينتج من الحقول الثلاثة يصل الى 130/120الف متر مكعب يوميا وفي ظل النمو السكاني المتعاظم والنزوح الكبير للعاصمة عدن وضواحيها تحتاج الى إنتاج مالايقل عن 300 الف متر مكعب يوميا للوصول الى الاستقرار المنشود .
واكد مدير عام التخطيط والمشاريع الاستثمارية ان قيادة المؤسسة تعمل مع الداعمين المحليين والاقليمين والدولين على رفع كفاءة الحقول لتقليص ذلك العجز الكبير والذي يصل الى مانسبته140٪.
«الفاقد وجهود المؤسسة»
في ختام جولتنا التقينا بالمهندس بلال هاشم الشعبي نائب مدير عام المؤسسة لشؤون للمياه وقد تحدث معنا عن اهمية متابعة وحصر وتخفيض معدلات الفاقد.
وبهذا الصدد قال : قامت المؤسسة بمعالجة مشكلة الفاقد باجراءات حاسمة واتخذت بها قرارات تم تنفيذها بالفعل حيث قمنا بحملة شاملة فصلنا فيها الخطوط على المزارع عبر حقل المناصرة وحقل بئر ناصر والتي تم ربطها عشوائيا
كما قامت المؤسسة بفرفها الفنية بتركيب عدادات من الشبكة الخاصة بحقل بئر ناصر لمعرفة كميات المياه والتي كانت تحسب ضمن المياه المنتجة المفقوده ولاتعلم المؤسسة الى اين تذهب مما اعاد القدرة على السيطرة للمياه المنتجه من الحقول.
وقال المهندس الشعبي ان المؤسسة اخذت التزام كتابي من المستهلكين في تلك المناطق بالالتزام بلوائح المؤسسة القانونية مقابل الربط لهم مؤقتا الى أن يتم إعادة تنظيم الاستهلاك وقد كانت تلك المياه تستهلك دون حسيب او رقيب ومنذ سنوات طوال كما تم اخذ ضمانات من المواطنين بحضور الأجهزة الامنية المختصة .
واشار المهندس بلال الشعبي الى قيام الفرق الفنية بأعمال صيانة واستبدال لصمامات حقل بئر ناصر وكذلك معالجة التسربات في شبكة حقل بير ناصر لوقف التسريب.
واختتم الشعبي قائلا ان ماسبق يستهدف خفض معدلات المياه المفقودة من الشبكة وإعادة السيطرة على ماينتج من مياه في الحقول الثلاثة وهذا ادى الى خفض ملموس.
حيث كانت معدلات الفاقد قد وصل مانسبته 60٪ ونتيجة للاجراءات التي تم تنفيذها وصلت تلك النسبه الى 40٪ ومازلنا في البدايات والنتائج المتوقعة ستكون واعدة وسيتم خفض معدلات الفاقد من المياه الى مستويات ادني مما هو عليه باذن الله سبحانه وتعالى .
«تحلية مياه البحر وإستعادة احواض المعالجة»
يبنى على ماتقدم ان اهم الحلول الإستراتيجية تتمثل في تحلية مياه البحر والتي اضحت حلا من الحلول الواجب وضعها على طاولة الحكومة وصناع القرار و بشكل ملح بما تشكلة من اهمية قصوى نحو تأمين الاحتياجات من المياه (عصب الحياة والإقتصاد) ، عوضا على ان الله سبحانه وتعالى قد حبى هذه المدينة ببحر يحيط بها من كل الاتجاهات وإن الشروع في التوجه للتحلية تشترط وجود رؤية وإرادة من اصحاب القرار والداعمين الأقليميين و والدوليين وأن يكونوا مؤمنين بأهمية الأمن المائي .
كما يشترط لإقامة محطات التحلية لمياه البحر إستعادة وإعادة تأهيل منظومة التدفق للمياه العادمة(مياه الصرف الصحي) من المديريات الثمان في العاصمة عدن الى احواض المعالجة الخاصة بمياه الصرف الصحي واستعادة وتأهيل المرافق التابعة لادارة احواض المعالجة في العريش وكابوتا وصلاح الدين وكذلك محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الوادي الكبير والقادمة من الوهط .
فقدباتت مياه الصرف الصحي فيها تتدفق سيولا على بحار عدن دون معالجة متسببة بتلوث خطير يجعل من مراكز تحلية مياه البحر حلم صعب التنفيذ ويستحيل تحقيقه مالم يتم تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي .