مئات الجثث دفنها الحوثيون في مناطق سيطرتهم بشمال اليمن من دون إعلان هوية أصحابها ولا سبب الوفاة.
"جثث مجهولة الهوية" غطاء يتستر خلفه الحوثيون في محاولة لتمرير جرائم التعذيب والقتل خارج إطار القانون، التي يمارسونها، حسب حقوقيين.
وخلال الأيام الأولى من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري وحده، دفنت مليشيات الحوثي 126 جثة مجهولة الهوية، في محافظتي الحديدة وصعدة معقل زعيم الجماعة، دون أي توضيح لتفاصيل تتعلق بأسباب الوفاة، أو هوية الجثث التي جرى دفنها.
وبلغ عدد الجثث المجهولة التي دفنتها مليشيات الحوثي منذ العام 2020 وحتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، 848 جثة مجهولة، وفقا لإحصائيات رصدتها "العين الإخبارية".
جرائم حوثية
وتكشف عمليات الدفن الجماعي التي تمارسها المليشيات منذ انقلابها على الدولة، حجم الجرائم التي تقوم بها بحق المعتقلين والمختفين قسرا في سجونها، الذين يتعرضون لأشكال قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي، حسب تقارير حقوقية.
وتأتي عمليات الدفن مع تصاعد حملات الاختطافات والاعتقالات الحوثية في مناطق شمال اليمن الواقعة تحت سيطرة المليشيات، التي تزامنت مع احتفالات اليمنيين بالذكرى 62 لثورة 26 سبتمبر اليمنية.
ويرى حقوقيون ومحامون أن عمليات الدفن الجماعية لما تسميها المليشيات "جثث مجهولة"، تأتي ضمن سياسة المليشيات للتعتيم على جرائم التعذيب والقتل المتعمد خارج القانون بحق المختطفين والمعتقلين في سجونها.
وقال الحقوقيون، إن الجثث التي تقوم المليشيات بدفنها بطرق جماعية بشكل متواصل في مناطق سيطرتها، لا شك أن بينها جثامين تعود لمختطفين تمت تصفيتهم أثناء التعذيب داخل السجون.
وأكدوا أن دفن مليشيات الحوثي لمئات الجثث تحت ذريعة أنها مجهولة الهوية، يعد جريمة إنسانية خطيرة، ويعكس مدى انتهاكها للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
وأشاروا إلى أن هذه الممارسات تكشف عن الوجه القبيح وحجم الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات بحق المعتقلين والمخفيين قسراً في سجونها كل يوم.
وقالوا: "يجب على المجتمع الدولي القيام بواجبه وفتح تحقيقات مستقلة للكشف عن ملابسات هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، وضمان تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم".
إحصائيات
وكانت وسائل إعلامية تابعة للحوثيين، أعلنت دفنها منذ مطلع العام الجاري، أكثر من 150 جثة مجهولة الهوية بشكل جماعي في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة.
وبحسب إحصائيات رصدتها "العين الإخبارية"، فإن الجثث المجهولة التي قامت المليشيات بدفنها خلال العام الماضي، بلغت 247 جثة مجهولة.
واحتلت محافظة الحديدة النصيب الأكبر لتبلغ عدد الجثامين التي دُفنت فيها 132 جثة تم دفنها بشكل جماعي على مرحلتين في يناير/كانون الثاني، وأكتوبر/ تشرين الأول 2023، تليها محافظة صعدة معقل زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، والتي بلغت الجثث المجهولة التي تم دفنها فيها خلال العام الماضي 62 جثة، وكان ذلك في ديسمبر/كانون الأول، ثم صنعاء 53 جثة في مارس/أذار 2023.
وفي عامي 2020 و 2021، بلغ عدد الجثث المجهولة التي دفنتها مليشيات الحوثي، 446 جثة في محافظات صنعاء والحديدة وصعدة والمحويت وعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها