ما قاله الاخ عيدروس الزبيدي من ان بعض قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ارهابية،ليس جديدا وليس هو الوحيد الذي قال هذا الكلام. فهناك قيادات اصلاحية تم إدراجها بقوائم الإرهاب الدولية والأمريكية والخليجية. ففي عام ٢٠٠٤م أدرج مجلس الأمن الشيخ الراحل عبدالمجيد الزنداني بالقوائم الممولة للإرهاب وشخصيات أخرى ادرجت بقوائم متعددة .
كما ان السعودية عام ٢٠١٤م أدرجت التنظيم الدولي للإخوان بقائمة الإرهاب لديها وهو التنظيم الذي ينتمي له حزب الإصلاح فكريا -أو جزءا منه-،وعام ٢٠٢٠م فعلت هيئة كبار العلماء السعودية ذات الشيء.والإمارات هي الأخرى حذت حذو السعودية.
ومع ذلك ظلت هذه الدول تتعامل بشكل طبيعي مع حزب الإصلاح بل وظل الحزب يتلقى الدعم السخي من التحالف بعد انطلاق عاصفة حرب ٢٠١٥م وحتى اليوم. ما يعني ان معظم هذه التصنيفات لا تعدو أكثر من وسائل ضغط وابتزاز وانتزاع موافف، بل الغريب بالامر ان يتم هكذا تصنيف لجماعة معينة من قِبل عدد من الدول ثم يتم التعامل مع هذه الجماعات وكأن شيء لم يكن، وهذا يعني بالضرورة ان هذه الدول تدين نفسها بنفسها بالتعامل مع الإرهاب، بل وبدعمه وتسليحه.
قد ينسحب هذا القول على المجلس الانتقالي أي ان نقول ان الانتقالي عبر رئيسه الزبيدي قال بأن ثمة قيادات بحزب الإصلاح ارهابية، وفي الوقت عينه يتعامل الانتقالي مع هذا الحزب!
مع فارق أن الانتقالي ليس دولة يمكن إلقاء اللوم عليه بذات القدر الذي يقع على دول،كما انه اي الانتقالي لم يدعم هذه الجماعات او يتعاطى معها كما تفعل بعض الدول التي تزعم محاربتها للإرهاب وهي تموله وتحميه، كما تفعل أمريكا في عدة مناطق بالعالم ، بل ان القوات الجنوبية هي الوحيدة التي دفعت ثمن مواجهتها للإرهاب بعد هزيمة قوات صالح والحوثيين في ٢٠١٥م وخروجهم من عدن حين كانت عدن غارقة بتلك الجماعات التي كانت جزءا من معسكر مواجهة قوات صالح والحوثيين بدعم من التحالف الذي ترك مهمة تنظيف الساحة للقوات الجنوبية وحدها وأدار ظهره للوضع المريعة حينها.
الطريف بالأمر ان يتحدث الزبيدي عن قيادات إصلاحية ارهابية في الوقت الذي يتحدث فيه عن ضرورة توحيد صف الشرعية لمواجهة الحوثيين الذين هؤلاء بدورهم دخلوا بقائمة الإرهاب يوم امس ولكن بالقائمة الامريكية وهذا التصنيف الأمريكي قد ينسف جهود التفاهمات السابقة بين السعودية والحوثيين او يؤجل التوقيع عليها،كما سيعقد هذا التصنيف الأوضاع بشكل كبير ويخلط الأوراق من جديد ويلقي بظلاله القاتمة على الجانب الإنساني والاقتصادي المنهار أصلاّ.
ص.السقلدي