أكد رئيس الوزراء أن نتائج مسح صادمة ومؤشرات خطيرة كشف عنها مسح تم إجراؤه حول وضع شريحة واسعة من السكان في المحافظات المحررة.
جاء ذلك خلال حضور رئيس مجلس الوزراء د. معين عبدالملك، يوم الأحد، في العاصمة المؤقتة عدن، فعالية إطلاق تقرير المسح متعدد المؤشرات والتي أقامها الجهاز المركزي للإحصاء بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
ويشمل المسح العنقودي المتعدد 42 من المؤشرات الأساسية في أهداف التنمية المستدامة، ويهدف إلى جمع البيانات التي يمكن مقارنتها على المستوى الدولي لطيف واسع من المؤشرات حول وضع النساء والفتيات والفتيان، وبما يساعد في الحصول على البيانات اللازمة لوضع السياسات والبرامج وخطط التنمية الوطنية.
وقال رئيس الوزراء: "حرصت على حضور هذه الفعالية بعد الاطلاع على نتائج المسح وهي لافتة وبعضها صادم، وبعضها مؤشرات خطيرة، ولكن السبب الأول لأنه يمكن هذا أول مسح بهذه المعايير منذ عام 2006م، وهو مسح عنقودي يهتم بالأسر ويساعد على وضع مؤشرات فيما يتعلق بأفراد الأسرة من النساء والأطفال والفتيات والفتيان".
وتطرق إلى النتائج الصادمة التي وردت في هذا المسح جراء الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي، وأوصلتنا إلى مرحلة نحتاج إلى سنوات من النمو الحقيقي والإيجابي بمعدلات عالية حتى نستطيع الوصول إلى نقطة ما قبل الحرب.. وقال: "الأرقام الصادمة تتعلق بالأمن الغذائي، عندما يكون لدينا 49 في المائة من الأطفال يعانون من حالات تقزم ونقص تغذية وحالات مزمنة من نقص التغذية و17 في المائة منها حالات شديدة أو حادة، وهذه أرقام ومؤشرات خطرة جدًا، إضافة إلى أن المؤشر الصعب فيما يتعلق أن 75 في المائة من الأسر شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الـ 12 شهرًا السابقة، وهذا مؤشر كبير جدًّا في ظل تراجع الدعم الإنساني، وأوضاع اقتصادية صعبة مع توقف تصدير النفط الخام".
وتحدث رئيس الوزراء عن مؤشرات التعليم لاسيّما وأن التعليم يعد رأس المال البشري، وأن أبناءنا هم ذخيرة الأجيال القادمة، وعانوا كثيرًا بسبب الحرب، وقال "عندما يكون هناك طفل من كل 4 في حالات التعليم الأساسي، وفي الثانوي 53 في المائة هم خارج التعليم، وبالمجمل عندنا تقريبًا 53 في المائة لم يكملوا التعليم الأساسي، و37 في المائة لم يكملوا التعليم الثانوي، وهذه أرقام صادمة، ونحتاج الاطلاع على المؤشر على مستوى كل المحافظات، ومن المهم قراءة هذه المؤشرات وعكسها في السياسات القادمة للحكومة".
وأشار إلى أن هناك مؤشرات أخرى فيما يتعلق بعمالة الأطفال وهي خطيرة، حيث يوجد 29 في المائة من الأطفال منخرطون في عمالة الأطفال، ومؤشرات أخرى فيما يتعلق بشهادات القيد والولادة وهو رقم منخفض جدًا، على الرغم من أنه موضوع أساسي في البيانات المركزية للدولة.
وشدد رئيس الوزراء في ختام كلمته على أهمية نتائج المسح لكل الوزارات المعنية، لوضع خطط ومراقبة التحسن في أداء الحكومة ومؤسساتها والسلطات المركزية والمحلية.. مؤكدًا الحفاظ على دعم يتيح بناء المؤسسات بشكل كبير مثل الجهاز المركزي للإحصاء، من خلال التواصل مع وزارة التخطيط لبحث الدعم الخارجي وقطاعيا مع الوزارات المعنية.
من جانبه أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي د. واعد باذيب، أهمية نتائج المسح في مساعدة متخذ القرار والمهتمين بالشأن التنموي على فهم أفضل للواقع التنموي والاقتصادي والاجتماعي ومؤشرات التنمية البشرية بكل أبعادها التعليمية والصحية والمياه والدخل والطفولة والمرأة وغيرها من الجوانب الأخرى ذات الصلة، وكذا المساعدة في تحديد الأولويات وبناء السياسات والإصلاحات وإعداد الخطط التنموية بما فيها أجندة التنمية المستدامة 2023م وفق بيانات ومؤشرات إحصائية فعلية نابعة من الميدان.
بدورها أكدت رئيس الجهاز المركزي للإحصاء د. صفاء معطي، أن نتائج المسح تعد مرجعًا للبيانات الإحصائية الدقيقة والموثوقة وفق أحدث الطرق العلمية، حيث ستساهم بتمكين صانعي القرار والسياسات من دراسة واقع البلاد من مختلف الأبعاد، ورسم ووضع السياسات والخطط الملائمة للنهوض بواقع شتى القطاعات والمجالات.