إعادة تشغيل مطار صنعاء دعاية حوثية محفوفة بالمخاطر: لا شيء يمنع إسرائيل من تدميره مجددا

أعلنت جماعة الحوثي، الثلاثاء، إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي واستئناف الرحلات فيه بداية من الأربعاء، وذلك بعد أسبوع من تدميره بغارات إسرائيلية.
وتنطوي السرعة النسبية في ترميم وإعادة تشغيل هذا المرفق الحيوي الذي تعرّض إلى دمار كبير بفعل القصف الإسرائيلي له، على دعاية للحوثيين مفادها قدرة الجماعة على إدارة شؤون المناطق التي تسيطر عليها والتغلّب على الصعوبات والعوائق وشحّ الوسائل المادية المتوفّرة لديها.
كما تنطوي على رسالة تحدّ لإسرائيل بحدّ ذاتها والتي دخلت جماعة الحوثي في صراع ضدّها تحت عنوان مساندة الفلسطينيين في قطاع غزّة وهو أمر يدخل أيضا ضمن الدعاية السياسية للجماعة باعتبارها نصيرا للقضية الفلسطينية ذات البعد العاطفي الكبير لدى الرأي العام العربي والإسلامي.
لكن الدعاية المرتبطة بإعادة تشغيل مطار صنعاء في وقت يعتبر قياسيا لا تخلو من مخاطر إذ لا شيء يمنع الدولة العبرية من إعادة تدمير المطار مجدّدا حيث لا توجد لدى جماعة الحوثي وسائل دفاع وحماية ضدّ ضربات الطيران الإسرائيلي المتطور.
وصول الصواريخ الحوثية إلى العمق الإسرائيلي لا يعني تكافؤ المواجهة مع الآلة الحربية الإسرائيلية المتطورة
وقد توعّد المسؤولون الإسرائيليون بمواصلة توجيه ضربات لمناطق الحوثيين وما زالوا إلى حدّ الآن يحتفظون بما يعتبرونه “حقّ الردّ” على قصف صاروخي نفذته الجماعة ضدّ مواقع داخل العمق الإسرائيلي.
وتتوقّع مصادر سياسية وعسكرية أن يكون استئناف إسرائيل لقصف المواقع والبنى التحتية داخل اليمن مسألة وقت وقد تكون تل أبيب تجنّبت القيام بذلك في الوقت الحالي لتفادي التشويش على زيارة حليفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحالية إلى منطقة الخليج.
والأسبوع الماضي أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بعد وساطة قادتها سلطنة عمان، وهو ما شكّل مفاجأة للإسرائيليين، خصوصا وأن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل الدولة العبرية.
وجاء الإعلان عن إعادة تشغيل مطار صنعاء في بيان مقتضب صادر عن مدير المطار خالد الشايف قال فيه “استكملت الفرق الفنية والهندسية أعمال إعادة تأهيل مدرج مطار صنعاء الدولي.”
وأضاف أن “المطار أصبح جاهزا لاستقبال الرحلات ابتداء من يوم الأربعاء الرابع عشر من مايو 2025،″ دون تفاصيل.
وفي السادس من مايو الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجمات واسعة على العاصمة اليمنية شملت مطار صنعاء الدولي ومحطات كهرباء مركزية ومصنعا للأسمنت بعد يوم من إعلانه تدمير ميناء الحديدة غربي البلاد بسلسلة غارات.
الحوثيون أظهروا قدرة على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن
وتعرضت البنى والمعدّات الموجودة في المطار لأضرار فادحة بما في ذلك طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية قالت مصادر إنّ خسارتها من دون تعويض كونها ليست مؤمّنة من قبل أي من شركات التأمين.
وقال الشايف في تصريحات نقلها في وقت سابق موقع 26 سبتمبر التابع لجماعة الحوثي إن المطار “تعرض لعدوان غاشم ومباشر من قبل العدو الصهيوني تم خلاله استهداف البنية التحتية للمطار بأكثر من 15 صاروخا.”
وطالت الصواريخ بحسب الشايف في حينه صالات الوصول والمغادرة والمعاملات وصالات الانتظار وصالة الدرجة الأولى، ما أدى إلى تدميرها بالكامل بما فيها من تجهيزات من سيور نقل حقائب وأجهزة تفتيش وأنظمة كمبيوتر وإصدار تذاكر وأجهزة اتصالات ومراقبة.
وجاءت الغارات بعد يومين من استهداف الحوثيين مطار بن غوريون وسط إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي ما تسبب في إصابة ثمانية أشخاص، وأحدث اضطرابا في حركة الطيران من المطار وإليه.
ويقول الحوثيون إنهم يطلقون الصواريخ على إسرائيل نصرة للفلسطينيين في غزة وإنهم مستمرون في ذلك طالما واصلت تل أبيب حرب الإبادة.
وأظهر الحوثيون قدرة على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وكذلك على إيصال صواريخهم ومسيراتهم إلى مناطق في العمق الإسرائيلي ملحقين بعض الأضرار فيها ومثيرين على الأخص حالة من الفزع والخوف لدى سكانها، لكن مواجهتهم ضد الآلة الحربية الإسرائيلية فائقة التطور تظل، بحسب الخبراء العسكريين، غير متكافئة إذ يمتلك الإسرائيليون القدرة على الوصول إلى أي هدف داخل مناطق سيطرة الجماعة وتدمير البنى والمرافق العسكرية والمدنية دون تمييز الأمر الذي يضفي طابع المقامرة على الاستمرار في تلك المواجهة.