يرى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعتبر أبرز القوى الموجودة على الأرض في جنوب اليمن، أنّه معنيّ بشكل مباشر بما تتعرّض له حركة الملاحة البحرية في المياه الإقليمية اليمنية من تهديد على يد جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة من شمال البلاد.
ومأتى ذلك ما تمثّله حركة النقل البحري من مصلحة حيوية للمناطق الراجعة بالنظر إلى المجلس وعلى رأسها مدينة عدن التي تعتبر إحدى المحطات الرئيسية لتلك الحركة.
وأدان المجلس في بيان تعرض الحوثيين لحركة الملاحة البحرية من خلال احتجازهم لسفينة شحن وتهديدهم بمواصلة استهداف باقي السفن التي يقولون إنّ لها صلة بإسرائيل.
ووصف البيان ما أقدم عليه الحوثيون بـ”السلوك الإرهابي”، قائلا إنه يهدّد بشكل مباشر الأمن الغذائي للسكان “وينذر بمضاعفة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي تعيشها البلاد ويهدد الملاحة الدولية وخطوط التجارة في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر”.
كما أكّد استعداد المجلس “للعمل على تأمين مسار الملاحة الدولية وردع السلوك الإرهابي الحوثي، وذلك من خلال رفع جاهزية القوات البحرية الجنوبية والعمل على تطويرها، بالشراكة مع دول التحالف العربي والشركاء الإقليميين والدوليين”.
وقام الحوثيون الأسبوع الماضي بخطف سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، بعد أيام على تهديدهم باستهداف السفن الإسرائيلية.
ووجّهوا إثر ذلك تهديدات “لكافة السفن التابعة للعدو الإسرائيلي أو التي تتعامل معه بأنها سوف تصبح هدفا مشروعا للقوات المسلحة”، بحسب ما جاء على لسان ناطقهم العسكري يحيى سريع.
وأثارت العملية إدانات واسعة داخل الإقليم وخارجه. وقالت الولايات المتحدة إنها تدرس احتمال تصنيف الحوثيين اليمنيين مجددا منظمة إرهابية.
جون كيربي: بدأنا مراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى مع حلفائنا وشركائنا أيضا
جون كيربي: بدأنا مراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى مع حلفائنا وشركائنا أيضا
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “في ضوء هجمات الحوثيين الأخيرة على مدنيين ومع قرصنة سفينة في المياه الدولية، بدأنا مراجعة التصنيفات الإرهابية المحتملة وسندرس خيارات أخرى مع حلفائنا وشركائنا أيضا”.
وتدير شركة يابانية السفينة “غلاكسي ليدر” التي كانت ترفع علم جزر بهاماس، وتعود إلى شركة بريطانية مملوكة من رجل الأعمال الإسرائيلي أبراهام رامي أونغار.
ودخل، الاثنين، معطى جديد على التهديدات التي تتعرّض لها الملاحة البحرية في المياه اليمنية يتمثّل في بوادر عن عودة عصابات خارجة عن القانون إلى ممارسة القرصنة البحرية التي تعاونت عدة دول من داخل الإقليم وخارجه على التصدي لها وإنهائها، بعد أن كانت سواحل الصومال قد تحولت إلى منطلق لها خلال العقد الأول من القرن الحالي.
ورجحت وزارة الدفاع الأميركية أن يكون قراصنة صوماليون وراء محاولة الاستيلاء على سفينة تجارية في خليج عدن، الأحد.
وقال البريغادير جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون “مستمرون في التقييم لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الأفراد الخمسة الذين حاولوا خطف السفينة صوماليون”. وأضاف “من الواضح أن الواقعة مرتبطة بالقرصنة”.
وكانت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية قد استجابت لنداء استغاثة من الناقلة التجارية “سنترال بارك” التي استولى عليها مسلحون. وقال الجيش الأميركي إن المهاجمين تم القبض عليهم ونقلهم إلى السفينة “ماسون”.