قال تقرير الخبراء بالأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن الدولي أن تنظيم القاعدة تعرض لضربات موجعة على يد القوات المسلحة الجنوبية ضمن عمليتي ”سهام الشرق ” و”سهام الجنوب “ لمكافحة الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة خلال الفترات الماضية وتدمير معاقله ومعسكراته وبنيته التحتية ما أدى الى مصرع الكثير من قياداته الميدانية والعشرات من عناصره الخطرة.
وكشف تقرير الخبراء المعني باليمن في الأمم المتحدة الصادر حديثا والمقدم لمجلس الأمن الدولي عن خارطة جديدة لانتشار خلايا تنظيم القاعدة بقيادة أمير التنظيم الإرهابي خالد باطرفي في ثمان محافظات من بينها وادي حضرموت ومأرب والبيضاء والمهرة وبعض مناطق محافظتي شبوة وأبين بعد أن تعرض التنظيم خلال العام الجاري ٢٠٢٣م ، لهزيمة ساحقة على يد القوات المسلحة الجنوبية وهو ما ساهم في تراجع نفوذه بشكل كبير في المناطق المحررة بالجنوب وبات يتخذ من محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين وكذلك تعز ومأرب نقطة رئيسية لهجماته نحو الجنوب.
وقال تقرير الخبراء المقدم إلى مجلس الأمن ، إن “تنظيم القاعدة يحافظ على وجود قوي في محافظتي أبين وشبوة، لكنه منذ أغسطس/آب 2022 بات يعاني من نكسات كبيرة إثر عمليتي” سهام الشرق والجنوب” للقوات المسلحة الجنوبية بالمحافظتين الجنوبيتين”.
وبحسب التقرير الذي نشرته ”العين الإخبارية“ فإن “التنظيم يشن عمليات كر وفر مخططا ضد القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات الحزام الأمني، وألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة ويستغل التنظيم المناطق الجبلية، كغطاء لانطلاق عملياته ، في اشارة الى السلاسل الجبلية التي تقع بين محافظة ابين الجنوبية ومحافظة البيضاء الشمالية.
ووفقا للتقرير فإنه خلال ديسمبر/كانون الأول 2022 وحتى أبريل/نيسان 2023، أبلغ عن وقوع أكثر من 80% من الحوادث في أبين تلتها شبوة ومأرب، فيما شهدت “مؤدية” في أبين معظم الحوادث للتنظيم”.
وتركزت معظم تلك الحوادث أو الهجمات الارهابية في وادي عومران والبقيرة المجاورة بمديرية مودية والتي تشهد عمليات مكافحة للإرهاب من قبل القوات المسلحة الجنوبية .
وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة الارهابي ما زال يحتفظ أيضا على وجوده في وادي حضرموت الخاضع لجماعة الإخوان والمنطقة العسكرية الاولى ومحافظة البيضاء التي تخضع لمليشيات الحوثي.
وأكد التقرير أن “غالبية الهجمات التي شنها التنظيم حتى نهاية أبريل/نيسان 2023، استهدفت بشكل رئيسي القوات المسلحة الجنوبية وعلى راسها الحزام الأمني و ألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة”.
وفي مايو/أيار 2023، قال التقريرى” عندما تحولت نسبة مئوية كبيرة من الهجمات إلى شبوة، أصبحت قوات دفاع شبوة الهدف الرئيسي، وأدت المعلومات الاستخباراتية المركزة إلى شن هجمات بطائرات مسيرة وبأجهزة متفجرة يدوية الصنع استهدفت القادة المارين في مركبات عسكرية”.
وفي 16 مايو/أيار 2023، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على قوات دفاع شبوة بطائرة مسيرة باستخدام قنبلة شديدة الانفجار من عيار 40 ملم، وقدم وثائق مصورة من الكاميرا التي كانت مثبتة على متن الطائرة المسيرة.
وطبقا للتقرير “شن تنظيم القاعدة الارهابي ما لا يقل عن 6 هجمات بالطائرات المسيرة، وكلها على قوات دفاع شبوة الجنوبية في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد في شبوة”.
واضاف “وتشير التقارير إلى أنه أعيد نشر أعضاء التنظيم بمنطقة المصينعة في مديرية الصعيد في مايو/أيار 2023، وشهد الشهر ذاته هجوما استهدف قائد اللواء الأول لقوات دفاع شبوة، الرائد أحمد محسن السليماني الذي أصيب بجروح”.
وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة استخدام في الهجوم “جهاز متفجر يدوي الصنع للمرة الثانية”ولا يمكن لتنظيم إرهابي كالقاعدة إلا أن يغطي على هزائمه في أبين باستهداف سيارات الإسعاف ما يعكس عجزه عن المواجهة.
وبحسب تقرير الخبراء المعني باليمن فإن “تنظيم القاعدة دأب على مهاجمة” الجرحى بانتظام، وكثيرا ما يفعل ذلك أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف”.
وأشار إلى أن “هناك توجها متزايدا لاستهداف سيارات الإسعاف بما في ذلك سيارات الإسعاف العسكرية من قبل تنظيم القاعدة”.
ولفت التقرير إلى صفقة التبادل بين مليشيات الحوثي والقاعدة في 18 فبراير/شباط 2023، إذ “أعلن التنظيم عن تبادل ناجح للأسرى مقابل اثنين من أفراده مع مليشيات الحوثي”.
وأوضح التقرير أن “تنظيم القاعدة الارهابي وقف خلف استهداف منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بصواريخ غراد في 5 أغسطس/ آب لكنها سقطت على بعد 2,5 كيلومتر من المحطة”.
وكان تنظيم القاعدة قد استهدف في الماضي بلحاف وكذلك أنابيب الغاز الواصل إليها والقواعد العسكرية القريبة منها بما فيها هجوم في 6 أبريل/نيسان 2021 . واعترفت خلية ارهابية ضبطتها قوات دفاع شبوة ان السلاح المستخدم في الهجمات جرى استقدامه من محافظة مأرب .
ولجأ تنظيم القاعدة تحت ضربات القوات الجنوبية في أبين إلى نهج العبوات الناسفة كآخر أسلحته فيما تراجع غالبية مقاتليه إلى محافظة البيضاء، إذ توفر فيها مليشيات الحوثي ملاذات آمنة للتنظيم الإرهابي.
هذا وتعتبر محافظة البيضاء الخاضعة للحوثيين،التي تؤوي أبرز قيادة تنظيم القاعدة بمن فيهم إبراهيم محمد البنا، وإبراهيم أحمد القوصي، وسعد بن عاطف العولقي وامتداد نفوذهم الى محافظتي تعز ومأرب اليمنية يشكل تهديداً حقيقياً لأمن واستقرار الجنوب والمنطقة برمتها