كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، أن سفينة "بهشاد" التجارية الإيرانية في خليج عدن، تمارس دوراً تجسسياً لصالح جماعة الحوثيين اليمنية.
تقول الصحيفة إن سفينة "بهشاد" التي تبدو ظاهرياً كأنها ناقلة بضائع عادية، انتقلت من البحر الأحمر إلى خليج عدن في يناير الماضي، مع تصاعد الهجمات على السفن الغربية في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.
كما تضيف أيضاً: "منذ ذلك الحين اتبعت (بهشاد) مساراً غير تقليدي وبطيئاً ومتعرجاً حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر، ولاحظ الخبراء أيضاً انخفاضاً في هجمات الحوثيين خلال الشهر الماضي، عندما كانت بهشاد على ما يبدو خارج نطاق العمل".
وبحسب الصحيفة، قال جون غاهاغان، وهو رئيس شركة "سيدنا غلوبال" المتخصصة في المخاطر البحرية، إنه بالنسبة لسفينة شحن مفترضة، فإن سلوك "بهشاد"، المسجلة في إيران وترفع علمها، كان "غير عادي للغاية".
وأضاف عن تحركاتها وصِلاتها بالهجمات: "إنها تطرح أسئلة كبيرة حول دورها في الأزمة الحالية، إذا لم تزود نظام الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن، فماذا تفعل؟".
وبعد سنوات من الثبات تقريباً في البحر الأحمر، أبحرت السفينة الإيرانية في 11 يناير الماضي، عبر مضيق باب المندب الضيق إلى خليج عدن، حسبما تظهر معلومات من موقع "مارين ترافيك" لتتبُّع السفن.
وبعد هذه الخطوة مباشرة، وقعت سلسلة من الهجمات على السفن في تلك المياه جنوب اليمن، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز"، التي أشارت إلى أن "حجم خليج عدن الأكبر يجعل من الصعب اكتشاف السفن واستهدافها هناك مقارنة بالبحر الأحمر الأصغر".
وتزايدت التكنهات بشأن تورط سفينة "بهشاد" في تقديم معلومات للحوثيين منذ الهجوم الذي وقع، يوم الأربعاء الماضي، على سفينة "ترو كونفيدنس"، التي كانت تحمل الصلب والشاحنات من الصين إلى السعودية، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد طاقمها.
وتذكر الصحيفة نقلاً عن الخبراء أن "بهشاد" كانت على بعد 43 ميلاً بحرياً عندما تم ضرب سفينة "ترو كونفيدنس".
وجاء هذا الهجوم بعد 6 هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر على مدى 15 يوماً فقط.
ويشير الخبراء أيضاً إلى تراجع وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير الماضي، بعد الهجوم السيبراني على "بهشاد" الذي أوردته شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية.
وتُظهر البيانات الواردة من موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" من ذلك الوقت تقريباً، أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيداً عن منطقة إبحارها العادية.
وكان المسؤولون الأمريكيون اتهموا إيران بتقديم "معلومات استخباراتية تكتيكية" للحوثيين، لدعم هجماتها على السفن التجارية. وتنفي إيران تقديم معلومات للحوثيين وتصر على أن الجماعة تتصرف بشكل مستقل عنها.
ومنذ 19 نوفمبر الماضي، نفذت مليشيا الحوثي أكثر من 60 هجوماً بالمسيرات والصواريخ على سفن تجارية في هذا الممر الملاحي المهم دولياً، زاعمة أنها مرتبطة بـ"إسرائيل" أو متجهة إلى موانئها، وذلك دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً إسرائيلية عنيفة منذ 7 أكتوبر.
ومنذ مطلع العام الجاري، يشن التحالف الذي تقوده واشنطن غارات على "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، رداً على هجماتها في البحر الأحمر.