نقلت وسائل إعلام عن رسائل من الولايات المتحدة إلى المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، قدمت فيها "حوافز" لهم بما في ذلك رفع الحصار عن صنعاء والحديدة، وتسريع محادثات السلام، مقابل وقف الجماعة هجماتها في البحر الأحمر، حسبما ذكرت مصادر سياسية يمنية لصحيفة "ذي ناشيونال".
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في أكتوبر، شنّ المتمرّدون اليمنيون، الذين يسيطرون على صنعاء وأراضٍ في الشمال والغرب، عشرات الهجمات على الشحن الدولي في المياه الإستراتيجية قبالة اليمن.
وادّعت الحركة أنها نفذت الهجمات؛ تضامنا مع الفلسطينيين، وحليفتهم حماس، في قطاع غزة، مطالبين بإنهاء الحرب الإسرائيلية المدمّرة، التي أودت بحياة أكثر من 34,000 شخص.
وقال مصدر سياسي يمني "ردا على محاولات الجماعة استهداف السفن الإسرائيلية، لم تلجأ الولايات المتحدة إلى العمل العسكري فحسب، بل سعت أيضا إلى نقل مقترحات من شأنها تحفيز المسلحين على وقف هجماتهم".
وأضاف: "تم إرسال رسائل تحتوي على حوافز من الأمريكيين إلى صنعاء في الأسابيع الأخيرة. وقد تم تسليم هذه الرسائل من خلال مبعوثين ووسطاء، بمن فيهم مسؤولون غربيون، كما لعبت العاصمة العمانية مسقط دورا مهما، بهذا الجانب". ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق.
ويعتبر الحوثيون جزءا من "محور المقاومة"، وهو تحالف سياسي وعسكري مناهض للغرب تقوده طهران، مثلهم تماما مثل حزب الله في لبنان، والجماعات المسلحة الأخرى في سوريا والعراق.
وعززت المليشيا المدججة بالسلاح قدراتها القتالية منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد، في عام 2014، مما يشكّل تهديدا خطيرا لجيرانها.
وحتى نهاية عام 2018، استخدم الحوثيون بشكل متكرر الصواريخ الباليستية، التي استولوا عليها من مستودعات الجيش، غير أنهم، في السنوات الخمس الماضية، اتجهوا نحو استخدام طائرات مسيّرة صغيرة وطويلة المدى ومتفجرة يمكنها التهرّب من اكتشاف الرادار.
• إظهار النوايا الحسنة
وقد عطّلت هجماتهم في البحر الأحمر الشحن العالمي، مما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا.
ودفع هذا الظهور كتهديد خارج عن النص لإسرائيل، وطريق الشحن الإستراتيجي، إلى ضربات انتقامية من قِبل الولايات المتحدة وبريطانيا منذ فبراير.
كما صنّفت واشنطن المليشيا، التي سيطرت على العاصمة اليمنية في أواخر عام 2014، على أنها "جماعة إرهابية".
وأشار مصدر سياسي يمني ثانٍ إلى أن الحوافز الأمريكية المقدَّمة للحوثيين "تشمل إجراءات لإظهار نوايا واشنطن الحسنة، مثل تسريع عملية السلام اليمنية، وإنهاء الحرب، ورفع الحصار بالكامل عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، الذي يسيطر عليهما الحوثيون.
وأضاف: "منطقيا، ستتطلب هذه الخطوات من واشنطن إعادة النظر في تصنيفها للحوثيين كمنظمة إرهابية، وربما الاعتراف بسلطتها في بعض مناطق اليمن".
ورفض المصدران التعليق على كيفية رد الحوثيين على الحوافز، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
ويأتي انخفاض وتيرة هجمات الحوثيين في الوقت الذي تحاول فيه المحادثات، غير المباشرة، بين إيران والولايات المتحدة البناء على هدنة غير معلنة في العراق؛ لتوسيعها عبر المناطق التي تعرَّضت للصراع في الشرق الأوسط.
وشهدت الهدنة وقف هجمات المليشيات العراقية على القوات الأمريكية.
وذكرت مصادر سياسية يمنية أنه، خلال "محادثات سرية غير مباشرة" أجريت مع الإيرانيين في عُمان قبل نحو ثلاثة أشهر، كان هناك جهد أمريكي لإقناع طهران بالمساعدة في خفض تصعيد "الجبهة اليمنية".
وقال أحد المصادر "إن الوفد الإيراني أبلغهم أن القرار متروك للحوثيين، وأن على الأمريكيين التحدث إليهم".
هذا الأسبوع، قال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، لصحيفة "ذا ناشيونال"، في مقابلة له، إنه "في نهاية المطاف، تريد الولايات المتحدة العودة، والابتعاد عن الهجمات في البحر الأحمر إلى خفض التصعيد، والحفاظ على التركيز على السلام".