في شراكة تهدد بالمزيد من زعزعة استقرار اليمن، البلد الفقير الذي مزقته الصراعات، تعمل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة التلغراف البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن المتمردين المدعومين من إيران يقدمون الأسلحة لأعدائهم السابقين في القاعدة، ويقومون بتبادل الأسرى معهم للإطاحة بالمجلس الانتقالي في الجنوب.
وأضافت الصحيفة:"يقال إن الحوثيين يساعدون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من خلال منحهم طائرات بدون طيار وإطلاق سراح شخصيات رئيسية من السجن".
وأشارت إلى أنه"على الرغم من الاختلاف العقائدي للجماعتين، حيث إن الحوثيين شيعة وتنظيم القاعدة من السنة، يبدو أنهما ينسقان لاستعادة السيطرة على جنوب اليمن من المجلس الانتقالي".
وقالت الصحيفة إنه"على الرغم من أن الطبيعة الدقيقة للشراكة غير المحتملة بين تنظيم القاعدة والحوثيين لا تزال غير واضحة – بما في ذلك مدى ارتفاع مستوى التعاون – إلا أن هناك أدلة واضحة على ذلك".
وأضافت:"جاء أهم الأدلة في مايو 2023، عندما نفذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سبع هجمات بطائرات بدون طيار على جماعة موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة جنوب اليمن".
وقال "روبن داس" من المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة إنه: "بالنظر إلى أن تنظيم القاعدة لديه قدرة تقنية محدودة في تطوير طائراته بدون طيار، خاصة بعد الوفيات الأخيرة لخبراء المتفجرات لديهم، فإن الدعم الخارجي للحصول على هذه الأسلحة ربما كان حاسمًا".
وأردفت الصحيفة:"يقال إن الطائرات بدون طيار حصل عليها أبو أسامة الدياني، وهو زعيم جهادي يمني مقرب من زعيم القاعدة الراحل لأسباب غير معروفة خالد باطرفي الذي حافظ على علاقة وثيقة مع الحوثيين".
ولفتت الصحيفة إلى أنه"على الأرض، يقول السكان المحليون إن القاعدة والحوثيين لم يعودا ينخرطان في مناوشات مع بعضهما البعض".
وقال "فرناند كارفاخال"، الذي عمل سابقًا في لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي المعنية باليمن إنه: "من الواضح أن هناك مصالح مشتركة بين المجموعتين وسط الحرب الأهلية التي طال أمدها، وخاصة القضاء على الطموحات الانفصالية الجنوبية".
وأضاف:"يهدف الحوثيون إلى السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، في حين يواصل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استهداف إنشاء ملاذ آمن في البلاد”.
وقال مواطن محلي للصحيفة: "يدير مقاتلو القاعدة نقاط تفتيش على الطريق الذي يربط شبوة بمحافظة البيضاء ويحمل علمهم. وعلى بُعد بضعة كيلومترات على نفس الطريق، يدير الحوثيون نقاط تفتيش حاملين علمهم".
وقال رئيس مركز سوث 24 للأخبار والدراسات إياد قاسم للتلغراف: "إن انخراط الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية في النزاع البحري بالقرب من شواطئ اليمن يمثل فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وأضاف أن التنظيم قد يبدأ بتوسيع عملياته المسلحة و”الاستفادة من حاجة الحوثيين لمواجهة الضغوط الغربية تحت شعار مواجهة إسرائيل". مضيفًا: "إذا استمر الضغط على الحوثيين، فقد يلجأ تنظيم القاعدة إلى تنفيذ عمليات في المياه الدولية أو استخدام نفس التكتيكات التي استخدمها في هجماته السابقة عبر الحدود" .