ضاعف ارتفاع درجة الحرارة خلال 2024، من معاناة النازحين في اليمن، في ظل انعدام الكهرباء نتيجة حرب مليشيات الحوثي، والذي يزيد من حدة الوضع الإنساني.
وأدت موجات الحر الشديدة التي شهدها اليمن مؤخراً خاصة المناطق الساحلية والصحراوية والتي يتواجد فيها ملايين النازحين إلى تفاقم معاناتهم وسقوط عشرات الضحايا في صفوفهم.
ويجد النازحون أنفسهم وسط نارين، جحيم حرب الحوثيين من جهة، وجحيم الحر وموجات الغبار من جهة ثانية.
ويواجه النازحون في مناطق مخيمات النزوح أبرزها مأرب والساحل الغربي وتعز ولحج وشبوة تحديات هائلة، حيث تعد موجات الحر من أبرز المشكلات التي تواجههم وتفاقم معيشتهم، حيث تصل إلى 42 درجة.
ومع دخول فصل الصيف لهذا العام 2024، تكررت معاناة النازحين في مختلف مناطق البلاد، فأجساد الأطفال وكبار السن والمرضى لا تقوى على تحمل موجات الحر الشديدة؛ ما دفع بعض النازحين إلى استخدام وسائل تبريد بطرق غير آمنة في الخيام.
حرائق في مخيمات النزوح
وأكد تقرير حديث للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، (وكالة حكومية)، والتي تؤوي أكثر من مليوني نازح، أنه وبسبب ارتفاع درجة الحرارة يضطر النازحون لاستخدام المكيفات والمراوح بتشبيك كهربائي عشوائي والذي يعرض خيامهم للحرائق.
وبحسب التقرير فإن الوحدة التنفيذية سجّلت 34 حريقا في مخيمات النزوح خلال الربع الأول من العام الجاري، ونجم عنها 4 إصابات مؤكدة جميعها لأطفال، كان آخرها احتراق 51 مأوى للاجئين الأفارقة في مخيم بن معيلي بالقطاع الثالث في مديرية الوادي بمحافظة مأرب.
وبلغت الحرائق خلال العام الماضي 2023، والتي غالبيتها ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة، والعيش في مخيمات مهترئة لا تقيهم الحر، 219 حريقاً، تسببت بوفاة 6 أشخاص، وإصابة 22 بينهم نساء وأطفال، وفقا لذات المصدر.
آثار صحية
ويقول طلال محمد (38 عاما) وهو أحد النازحين في مخيم السويداء بمحافظة مأرب، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "موجات الحر الشديدة تزيد معاناتنا مع النزوح بشكل كبير، خاصة الأطفال الذين يحرمون من اللعب، ويتعرضون للحر ومشاكل صحية عديدة".
وأضاف طلال وهو أبٌ لأربعة أطفال، أن أطفاله جميعهم تعرضوا لتقرحات وحروق في البشرة؛ بسبب أشعة الشمس الحارقة.
وأكد أن الخيمة التي يعيش فيها بعد أن شردته حرب مليشيات الحوثي الإرهابية، لا تقيه حر أشعة الشمس، وموجة الحر الشديدة التي تزيد حدتها خلال فصل الصيف.
وتابع: "يؤثر ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير على الأطفال والنساء وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يحتملون الحر الشديد، ولا يقدرون على مواجهتها".
وأشار إلى أن هناك انعدام في الوسائل التي قد تساعد النازحين على التخفيف من الحر، في ظل انعدام الكهرباء.
وتؤدي موجات الحر المرتفعة إلى تعرض النازحين لأمراض جلدية، ونفسية، وأمراض الحميات، كما تساعد في توفير بئة خصبة لانتشار الأفاعي والعقارب والزواحف التي تهدد حياة النازحين.
ارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" قالت في تقرير حديث إن كافة المحافظات اليمنية تشهد درجات حرارة مرتفعة وبشكل غير مسبوق، تتراوح بين 35 و45 درجة مئوية، خاصة في المناطق الساحلية من المهرة شرقاً وحتى الحديدة غرباً، مع نهاية يونيو/حزيران الجاري.
وأكدت المنظمة الأممية، أن مستويات درجات الحرارة القصوى التي شهدتها بعض المحافظات في مايو/أيار الماضي، تراوحت بين 26.8 إلى 34 درجة مئوية، وبلغت أقصاها في حضرموت بـ39.8 درجة.
من جهته، يرى الباحث الاجتماعي والناشط صلاح عبدالواحد إن توقعات المنظمة الأممية "فاو" حول ارتفاع درجة الحرارة في البلاد إلى 45 درجة مئوية، يعد مؤشراً خطيراً والذي سوف يزيد من حدة معاناة النازحين.
ويقول الباحث اليمني خلال تصريحه لـ"العين الإخبارية"، إن اليمن شهدت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، والذي أثر على حياة اليمنيين بشكل عام وعلى النازحين بشكل خاص في ظل حرب المليشيات، ونقص الغذاء والمياه والدواء في مخيمات النزوح.
وأشار إلى أن الأسر النازحة وأطفالها أكثر عرضة للتأثر بتبعات موجات الحر الشديدة، مطالباً الجهات الرسمية والمنظمات الدولية والأممية التدخل السريع للتخفيف من معاناة النازحين في المخيمات، وتوفير احتياجات السكن الآمنة لهم.