الصماحي.. من النضال إلى الإقصاء.. حين تُسرق "لقمة العيش" باسم الثورة
![](https://scope24.net/media/imgs/news/1739206653098336700.jpg)
كم كنت غارقًا في حب الجنوب، تحت تأثير الأحاديث المثيرة عن دولة الجنوب سابقًا والنظام والقانون، التي كنت أسمعها
ظلت أحلامي الوردية تسود تفكيري، دون أن أدرك عواقب الأمور.
لم يخطر لي ببال أن القادم سيكون قاسيًا، ولكن وفي طريقي المليء بالعقبات وبعد أن بدأ الشباب وأبناء الجنوب بالحصول على فرص عمل والالتحاق المحدود بالمؤسسات الحكومية، وكنت أحد من نال فرصة عمل في إحدى المؤسسات وإن كان لا يتناسب مع الطموحات والقدرات، لكن ورغم ذلك رأيت ذلك بصيص أمل على طريق استعادة الوطن الذي ضحينا وحلمنا به، ولكن حصل ما لم أكن أتوقع ولم يكن بالحسبان، ضالعيا وباسم الثورة يخطف مني وظيفتي، وبصيص الأمل في الوطن الجريح، دون أن ارتكب ذنبًا، سوى أن الله وضعني بعيدًا عن المقربين من أصحاب السيادة الجنوبية "المزعومة".
اليوم، أشعر بالندم والخجل، ولا أستطيع أن أضع مشكلتي على عاتق الجميع، حتى لا يستغلها أعداء الصف الجنوبي، ومن يتربصون بنا وتخرج الى العلن لا أريد أن أكون أداة هدم في ظل أدوات هدم كثيرة، لكنني أتحسر على الوضع الذي وصلنا إليه، وكيف أصبحتُ، كإنسان عادي، هدفًا كما لو كنت على رأس هرم النظام السابق وضمن كتلة القتل والإرهاب.
خروجي من وظيفتي ومنحها لأحد المقربين من رموزنا وقيادتنا الثورية الجنوبية لا ينتمي إلى المؤسسة التي عُينت فيها، كان هدفًا لضرب اسفين نزاع داخلي لا ولن أقبله، وأتمنى أن يتحمل الطرف الآخر نفس المسؤولية، حتى يكون الهم جماعيًا ولا أتحمله وحدي.. فالجميع يعرفني ويعرف من أين أتيت ويعرف دوري النضالي في مسيرة شعبنا الجنوبي، وآمل ألا يجور عليّ الأهل والزمن معًا.
لا أدري هل أبارك المعين في مكاني بوظيفته الجديدة التي خطفها مني، أم أندب حظي لأنني لم أكن قريبًا من الهرم القيادي الجنوبي الذي استطاع التأثير لإخراجي من وظيفتي، ووضع أحد المقربين منه في مكاني.. بينما الوظائف الأخرى أغلبيتها من أبناء الشمال، الذين نعتبرهم محتلين، إلا أنهم ضيوف يضمنون وظائفهم وتحركاتهم تحت حماية المؤثرين، الذين يستهدفون أنفسهم قبل أن يستهدفهم الآخرون،
والله المستعان.
علي الصماحي.