معلوم أنه منذ قرار البنك المركزي اليمني بتعويم سعر الصرف، أصبح (العرض والطلب) هو من يحدد أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية في السوق المحلية، فكل ما زاد الطلب على العملات الأجنبية تزيد قيمتها وينهار سعر الريال اليمني، والعكس في حالة تراجع الطلب.
في الواقع نجد أنه إلى صباح أمس الثلاثاء كان سعر صرف الريال السعودي الواحد مقابل الريال اليمني :-
402 إلى 404 ريال، واليوم أصبح 388 إلى 392ريال، طبعا للبيع والشراء على التوالي.
اذا لماذا هذا التحسن في صرف الريال اليمني ؟.
من وجهة نظري أن المساعي السياسية التي تجري في العاصمة السعودية الرياض بشأن الأزمة اليمنية، استدعت ممن يحرك القوة الشرائية للعملة الأجنبية في السوق المحلية التريث والتمهل ترقبا لما قد تخرج به المساعي والمشاورات من قرارات سياسية، وهذا ما جعل الطلب على العملة الأجنبية ينخفض وبالتالي تحسن سعر الريال اليمني مقارنة مع أسعار الأمس، التي كانت قد شهدت تدهور كبير خلال الفترة الماضية.
وللعلم فإن للسياسة ارتباط وثيق بالجانب الاقتصادي الذي يندرج في إطاره القطاع المالي والمصرفي، ولذها نجد دوما ارتباط التحسن المؤقت للريال اليمن مقابل العملات الأجنبية مع أي مرحلة من مراحلة التسوية السياسية في اليمن.
طبعاً هذا التحسن مؤقت لأنه يعود لاعتبارات سياسية تدفع للحد من الإقبال على شراء العملة الأجنبية، أما الواقع من حيث توقف تصدير النفط، وانعكاس حرب غزة على حجم المساعدات الدولية، وكذا فشل الحكومة في الجانب الاقتصادي فهي وغيرها من العوامل مجتمعة تدفع نحو مزيداً من الانهيار للريال.