السعودية بحسب مصادر في الرياص تُسلّم الأمم المتحدة نسخة من اتفاق سلام غير معلن تم التوافق بشأنه بينها وبين الحوثيين، كما تسلمت الحكومة المعترف بها نسخة ايضا بحسب ذات المصادر.. فهل استلم الطرف الجنوبي نسخة ولو من باب: نوضعكم بالصورة؟. من المتوقع ان يستلم فهو لم يشارك بالحوارات مع الحوثيين مثله مثل حكومة معين و أحزابها، وخير دليل على عدم درايتهم بما جرى بالحوارات هو انهم تسلموا نسخة من النتائج وإلا لما احتاجوا لنسخة. وحتى لو استلم (الطرف الجنوبي)نسخته فلا تفرق الامور بشيء طالما والامر قد حُسم في مسقط وصنعاء والرياض وينتظر فقط الإعلان الاممي لتحديد موعد ومكان التوقيع-بحسب مصادر لقناة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء-.
السعودية تلعب دورا مزدوجا: طرف ووسيط. فبعد ان فرغت من التوافق مع الحوثيين كطرف بالحرب رمَتْ بالاتفاق الى بين يديّ الامم المتحدة لتتبناه وتصبغ عليه المشروعية الدولية التي ستصدر عطفا عليها قرارات أممية جديدة، في حال مضت الامور بحسب ما يتم التخطيط لها.
فتسليم نسخة الاتفاق للامم المتحدة يعني بالضرورة ان الملفات التي كانت عالقة بين الطرفين: السعودية والحوثيين قد تم حلها وبالذات المتعلقة بالمرتبات والعملة وتوحيد البنك واستئناف تصدير النفط وفتح كامل للمطارات والموانىء والاسرى، وبالتأكيد هناك توافقات مهمة متعلقة بالتسوية السياسية تمت خِلسة بينهما لن يُعلن عنها بالوقت الراهن.
العلاقات السعودية الإيرانية في حالة دفء غير مسبوقة تعزز من صحة اخبار التوافق،فالرياض وطهران اتفقتا يوم امس على إعادة الرحلات الجوية التجارية بين العاصمتين وعدة مدن اخرى الى سابق عهدها بعد ان ظلت بالعام الماضي مقتصرة على رحلات الحجيج استكمالا لتطبيع العلاقات.
مؤكدا ان السلام مطلب للجميع،فالاوضاع صارت بائسة للغاية بكل مكان والعصبيات تفتك بالكل. ولكن يجب ألّا يكون سلاما لطرف على حساب اطراف اخرى وبالذات الجنوبي الذي يبدو ان الكل اتفق عليه، وحتى لا تكون العملية عملية سطوة على الخارطة التي تشكلت على ارض الواقع واعادة انتاج اوضاع ما بعد ٩٤م. ومن الإجحاف ان يكون الجنوب صاحب الانتصار العسكري وصاحب قضية وطنية لا قضية استعادة سُلطة وكرسي حُكم هو من يدفع ضريبة المهزومين!