هذا السؤال يتردد بين عامة الناس وخاصة بين المثقفين والناشطين السياسيين الحريصين على مستقبل الجنوب ، وهو سؤال في تقديري منطقي إذا نحن فعلا نريد أن نؤسس أساس قوي لبناء دولة جنوبية يحلم بها الجميع.
أنا شخصيا من مناصري المجلس الانتقالي ككيان يجب أن نلتف حوله للمضي قدما نحو بنا الدولة الجنوبية التي نحلم بها، لكن هذا لا يعني عدم انتقاد الأخطاء في مسيرة المجلس ونشاطه، فنحن ننتقد لأجل التصحيح وليس لأجل الهدم ، لنا وجهة نظر ولسنا ضد أحد أو ضد المجلس ونحن كناشطون نطرح ما نراه مناسب وتنتقد الأخطاء ولا نخشى في قول كلمة الحق والنقد البناء، لأن نحن جميعا أبناء هذا الوطن اسمه الجنوب ومستقبلنا واحد.
في الحقيقة عندما ننظر إلى قوام أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين وفحص الاسماء نجد أن الاختيار قد تم دون النظر الى أبسط المعايير والشروط لشغل هذه العضوية كما أن ما يقارب 50% منهم إذا لم أكون مبالغا هم ممن وقفوا ضد القضية الجنوبية قبل 2015م وقد أصبحوا اليوم بقدرة قادر مناضلين من الدرجة الأولى، والبعض منهم يشغلون مناصب في المجلس وعضوية الجمعية الوطنية أو مجلس المستشارين على حساب كوادر وكفاءات ومناضلين منذ بداية الحراك لم يستفيد المجلس من قدراتهم.
وإذا ما نظرنا إلى العدد الكبير في عضوية المجلسين الذي تجاوز 670 عضوا وهو عدد في تقديري مبالغ فيه، سيشكل عبئ على المجلس الانتقالي وعلى قوت الشعب وخاصة ونحن نمر في ظروف صعبه للغاية يتجرع مرارتها المواطن البسيط في الوقت الذي يستلم كل عضو حوالي ألف ريال سعودي شهريا بالإضافة إلى أن البعض منهم يشغل منصب مقابل الفين إلى ثلاثة آلاف ريال سعودي غير المصاريف الأخرى دون فائدة تذكر غير الدورات السنوية التي لم نر لها أي نتائج يلمسها المواطن على الواقع، وقد جربنا الفترة الماضية من عمر الجمعية الوطنية ماذا قدمت وما هو نشاطها وكم الاموال التي صرفت عليها من قوت هذا الشعب المسكين الذي يتجرع مرارة الحياة اليومية.
الخلاصة :
الهيكلة الحقيقية مطلوبة يا مجلسنا الانتقالي إذا أردتم بنا أساس قوي للدولة الجنوبية القادمة، نحن مازلنا في مرحلة الثورة أحسنوا الاختيار في المناصب وعضوية المجلسين أو تجميدها فلسنا بحاجه لها ،ثم أنزلوا إلى مستوى الشعب في دخلكم ومعيشتكم.