إذا كان هذا العلم الكبير ، والأسطورة الرياضية الشهير ، و الشخصية العصامية ، و صاحب الاخلاق العالية ، لم يَهِن أمام جبروت الإحتلال الغاشم ، ولم يَخُن تربة أرضه و وطنه الجنوب رغم تهميشه الظالم.
إذا كان الكابتن جميل سيف قد منح شبابه و كهولته للشعب الجنوبي وأحلام الشعب الجنوبي فمن الطبيعي جدا أن يهب الشعب الجنوبي هبة رجل واحد لكي ينقذ حياة الجميل جميل ، قبل فوات الأوان لا سمح الله.
طبيعي جداً أن يهرع القادة عيدروس الزبيدي و أبو زرعة المحرمي وفرج البحسني و عبدالله العليمي ليصدروا أمراً رئاسيا يقضي بتشكيل لجنة عليا مكلفة بمرافقة و رعاية الكابتن جميل سيف ، وهو يكابد المرض العضال ويقاوم الموت بكل ما أوتي من قوة شجاعة وثبات وأمل !
طبيعي جداً أن يسارع كل الجنوبيين في الحكومة إلى تشكيل وفداً لينطلق الى الهند أو أي دولة لإتمام العلاج المناسب ، محملين بكل الصلاحيات لتدارك حالة أسطورة الكرة الجنوبية قبل حلول البين !
بل طبيعي جداً جداً أن تهتز أريحية وزير الشباب والرياضة و رئيس اتحاد كرة القدم ، وتستنفر كل الجهود دون تباطؤ للإسراع في سفره و التكفل بكل تكاليف علاجه ، لا أن يرموا له فتاتاً لا يساوي علاج يوم و يديرون له ظهورهم ، وهو الذي لم يدر ظهره في الميدان .
و طبيعي جداً جداً جداً أن ينتفض كل الرياضيين ولاعبي المستديرة وأبناء جيله ، من أجل إنقاذ حياة أستاذهم الذي عرفته ملاعب الكرة داخل الوطن الجنوبي و خارجه بمهاراته الكروية والتي تشهد لها شبابيك حراس المنتخبات المحلية والعربية و الأجنبية .
و أنتم أيها الجنوبيون الذين ابتليتم بالقهر و الحرمان و التهميش و الخذلان ، إياكم ان تغفلوا عن مبدعيكم الكبار ، فهذا أسطورة الكرة الجنوبية بامتياز يقبع وحيداً في بيته منتظراً هبة جنوبية كتلك التي أنعمتم بها على من لا يساوونه كقيمة وطنية و لا بأخلاقه كإنسان .
أيها الجنوبيون : لقد تنادت الاصوات الخيرة لنجدة لاعبها الجميل و سيفها الأصيل ، فلا تتركوه محاطاً بكلمات المحبة والامتنان ، فالمرض الذي ابتلاه الله به لا يحتمل التأخير و والتسويف ، ولا ينفع معه سوى التحرك السريع الجاد و الدعاء له بالشفاء من الرحيم اللطيف .
و أكرر النداء إلى المسؤولين الجنوبيين كلٌ في موقعه الرئاسي و الحكومي والمحلي و المجتمعي لكي يسارعوا إلى الخير و لتسجيل المواقف التاريخية ، و أدعوهم للمرة المليون أن يتذكروا غيره من أعلام الجنوب الكبار أيضا ، والذين قد أصبحوا منسيون مهملون يقتلهم المرض والعوز .
فحياة هؤلاء النجوم أمانة في أعناقنا جميعاً ، فهل ستنقل لنا الاخبار الجميلة والسارة ، تفيد بأن الأرواح الجنوبية قد هبت هبة رجل واحد لإنقاذ حياة الكابتن جميل سيف وكل النخب التي تنتظر منا رداً للجميل و قليل من و فاء وعرفان .