منذ انطلاقة بطولة كأس السوبر الإيطالي عام 1988، لم تتردد المسابقة العريقة التي تجاوز عمرها ثلاثة عقود، في تخطي حدود إيطاليا وزيارة ثقافات وحضارات مختلفة حول العالم، شرقًا وغربًا، فضلًا عن إقامتها داخل حدود البلد الأم "إيطاليا".
كأس السوبر الإيطالي بنجومها وتاريخها العريق، كانت قد حطت رحالها خلال نسخها الـ(36) الماضية في عددٍ من الدول؛ منها الولايات المتحدة الأمريكية، كما انتقلت إلى شمال أفريقيا لتُلعب في ليبيا، وتواجدت في العاصمة القطرية الدوحة، ولم تتوقف عند ذلك، بل سارت شرقًا حتى وصلت الصين.
ولأن هذه البطولة العريقة والرحّالة في آنٍ واحد، تعودت على التعرّف على ثقافات جديدة ومشاهدة جماهير يملؤها الشغف في شتى بقاع الأرض، كان لا بد لها أن تختار أرض المملكة العربية السعودية مكانًا لإقامة منافساتها.
إلا أن الفارق أنها لم تكتفِ بزيارة وحيدة للمملكة، بل إنها تعودت في السنوات الأخيرة على أجواء كرة القدم في السعودية، بعد أن تمت استضافة البطولة في خمس مناسبات، من ضمنها النسخة الحالية، وذلك في إطار شراكة وتعاون رياضي إستراتيجي بين المملكة وإيطاليا للمساهمة في تطوير لعبة كرة القدم، وزيادة جماهيرية البطولة.
وفيما يتعلق بكرة القدم الإيطالية، تمثل هذه البطولة فرصةً ثمينةً للاستعراض بأفضل لاعبيها وأنديتها أمام جمهور كروي شغوف ومحب ومتابع متميز، أما بالنسبة لرياضة المملكة فهي ليست مجرد فرصة لمشاهدة الكرة الإيطالية في أبهى صورها، بل هي أيضاً فرصة لإلهام شبابها؛ من خلال حدث كروي يُعد نموذجاً لكيفية الجمع بين التقاليد العريقة لكرة القدم الإيطالية والطموحات المستقبلية للمملكة في المجال الرياضي.
وبالحديث عن عدد النسخ التي حطت رحالها في السعودية، فتعد النسخة الحالية المقامة مطلع العام الحالي 2025 (الخامسة) في تاريخ استضافة بطولة كأس السوبر الإيطالي في وجهة الرياضة والرياضيين "المملكة العربية السعودية"؛ إذ بدأت الرحلة في يناير/ كانون الثاني 2019 عندما فاز يوفنتوس على ميلان في جدة بفضل هدف كريستيانو رونالدو.
وعادت البطولة بعد 11 شهراً إلى الرياض، وتحديداً إلى ملعب جامعة الملك سعود، حيث تغلب لاتسيو على يوفنتوس أمام 23 ألف مشجع.
وبعد عودة البطولة إلى إيطاليا في 2020 و2021، استضافت الرياض نسخة 2022 في يناير/ كانون الثاني 2023، حيث شهد ستاد الملك فهد الدولي مواجهة بين الغريمين ميلان وإنتر أمام أكثر من 50 ألف متفرج، وانتهت بفوز إنتر الذي توّج بلقب البطولة لأول مرة في تاريخه على أرض المملكة.
وفي النسخة الأخيرة، شهدت البطولة تطوراً جديداً مع إقامة نسخة موسعة في الرياض، حيث تم تغيير نظام البطولة لتضم أربعة فرق بدلاً من فريقين، ما زاد من إثارة المنافسة وجاذبيتها للجماهير، حيث كرر إنتر (بطل الكأس) تفوقه وتتويجه بالبطولة، على حساب كل من: لاتسيو (وصيف الدوري)، ونابولي (بطل الدوري)، إضافة إلى فيورنتينا (وصيف الكأس).
واليوم، تواجد في النسخة الـ(37) في تاريخ البطولة العريقة والخامسة على أرض المملكة كل من: إنتر (بطل الدوري)، يوفنتوس (بطل الكأس)، ميلان (وصيف الدوري)، إلى جانب القوة الصاعدة في الكرة الإيطالية أتالانتا (بطل الدوري الأوروبي ووصيف كأس إيطاليا الموسم الماضي ومتصدر الدوري حالياً).
وتجاوز إنتر أتالانتا بهدفين دون رد في مباراة النصف نهائي الأولى، وتمكن ميلان من التغلب على يوفنتوس بنتيجة 2-1 في المباراة الثانية.
عشّاق ومحبو كرة الكرة الإيطالية سيكونون على موعد مع المتعة والحماس في ديربي الغضب، الإثنين المقبل في ملعب الأول بارك.. فهل يتكرر سيناريو نسخة عام 2022 وينجح إنتر في تحقيق لقبه الثالث تواليًا في السوبر الإيطالي على أرض المملكة، أم يتمكن ميلان من كسر عقدة عانى منها في البطولة ليحقق لقبًا جديدًا في خزائنه؟