تعيش محافظة أرخبيل سقطرى، هذا العام، موسماً سياحياً متميزاً، إنطلق في شهر أكتوبر الماضي وسيستمر حتى شهر مايو القادم قبل أن يتوقف لأربعة أشهر بسبب التغيرات المناخية.
وأستقبلت المحافظة خلال الأسابيع الماضية المئات من عشاق السياحة البيئية وعلماء الأبحاث وهواة الإستكشاف، للإستمتاع بما يتميز به الأرخبيل من طبيعة خلابة وتنوع حيوي بري وبحري فريد وعوامل وخصوصية بيئية وتراثية وثقافية جعلتها واجهة للسياحة في الجنوب رغم الظروف الاستثنائية والصعبة التي تعيشها.
وعملت الحكومة اليمنية والسلطة المحلية في المحافظة خلال الفترة الماضية على تنشيط الحركة السياحية في جزيرة سقطرى من خلال تهيئة الظروف والتسهيلات المناسبة وتحسين الخدمات وتعزيز البنية التحتية والإستقرار الأمني لإستقطاب السياح، بالتزامن مع تدريب المرشدين السياحيين وإكسابهم مهارات ومعارف حول أهم الخطوات التي يتوجب التحلي بها بجانب الارشاد السياحي.
وجزيرة سقطرى تمتاز عن غيرها من المواقع السياحية بتنوعها، حيث تعتبر من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وموطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة والأحياء البحرية، كما تصنفها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو بإنها واحدة من أكثر الجزر الغنية والمتميزة بالتنوع البيولوجي في العالم.
ويصل عدد أنواع النباتات في الأرخبيل إلى حوالي (850) نوعاً من النباتات منها حوالي (270) نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، أبرزها شجرة دم الأخوين، والصبر السقطري واللبان، وهي نباتات طبية شائعة الإستخدام لعلاج العديد من الأمراض، وكذا نبات "الأمته" التي يستخدمها السكان كعلف للحيوانات، ونبات فرحل ذات السيقان الطويلة، ونبات كرتب الذي ينمو على الجروف، ونبات قمحم المهدد بالإنقراض، وشجرة إكشا التي تنمو عادة على السفوح الجبلية وتنتج عناقيد من الثمار العصارية الكبيرة، وشجرة الرمان البري، وشجر إشهب الذي ينتج أخشاب بناء عالي الجودة.
ويتواجد في سقطرى أكثر من 290 نوعاً من الطيور منها 44 نوعاً يتكاثر في الأرخبيل، منها أنواع نادرة مهددة بالإنقراض، ويهاجر منها سنوياً وبشكل منتظم 58 نوعاً كما أنها تستقبل كل عام عشرات الأنواع من الطيور المهاجرة التي ترى في طبيعة سقطرى مكاناً آمناً للايواء والراحة.
وتمثل الطبيعة الجغرافية للأرخبيل فرصة لهواة وعشاق الإستكشاف، لإنتشار الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية التي تشكلت بفعل عوامل التعرية الطبيعية والبعض منها بفعل عوامل "جيومائية"، ومعظم تلك الكهوف والمغارات مأهولة بالسكان الذين يمارسون منها حياتهم الطبيعية المعتادة ويستقبلون فيها السياح وزائري الارخبيل.
أما شواطئ الجزيرة التي تمتد إلى مسافة (300 ميل) فتتميز بخصائصها الفريدة من حيث كثبان رمالها البيضاء النقية، وصفاء ميائها وإنتشار أشجار النخيل، الأمر الذي يجعلها من أفضل الأماكن لممارسة السباحة والإستجمام.
كما يمكن لمرتادي تلك الشواطئ، الغوص في أعماق البحر لمشاهدة مختلف الأحياء البحرية، حيث يوجد 253 نوعًا من الشعاب المرجانية، و730 نوعًا من الأسماك الساحلية و300 نوع من السلطعون وجراد البحر والروبيان، بحسب إحصائية لليونيسكو.
وإلى جانب الشواطئ، تنتشر في سقطرى العديد من شلالات المياه الغزيرة أهمها شلالات " دنجهن " في حديبو الذي يبعد مسافة 6 كم عن المركز، وكذلك شلالات حالة ومومي وقعرة وعيهفت ومعظم تلك الشلالات تنبع من أعالي الجبال على مدار العام.