اختتم الرئيس الروسي ، زيارة استمرت يومين إلى ، التقى خلالها نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، وبحث معه عدة ملفات على رأسها الأمن في جنوب القوقاز، في وقت كشفت فيه مصادر أن الزيارة التي جاءت في "توقيت غامض"، أجهضت خطة أمريكية بريطانية ضد موسكو.
ويرى مراقبون أن زيارة بوتين جاءت لمواجهة مخططات غربية مركزها "القوقاز"، تقوده "المخابرات البريطانية" بمباركة أمريكية، لإثارة نزعات إثنية ودينية، بهدف إلحاق "الألم" بروسيا.
وذهب آخرون إلى الحديث عن مخططات غربية لـ "تحويل" أرمينيا إلى "أوكرانيا جديدة"، بهدف فرض حصار "ناري" على .
ويؤكد مدير مركز "جي.إس.أم" للدراسات والأبحاث د. آصف ملحم، أن "زيارة بوتين في الأساس لمنع انفراط منطقة القوقاز المعقدة إثنياً ودينياً إلى أبعد الحدود ما بين أصول تركية وفارسية وروسية، الأمر الذي يثير مخاوف موسكو في ظل تركيز أمريكي على استغلال أي ملف هناك لإلحاق الألم في ظهر روسيا".
وذهب ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الرئيس الروسي تحمل عدة أبعاد أهمها، التخوف من المخاطر في منطقة جنوب القوقاز، وعدم فتح جبهة جديدة سواء عبر أرمينيا التي أصبحت مدعومة من الغرب عسكريًا وتسليحًا بعد اتفاق الخروج من "ناغورنو كاراباخ".
وأشار إلى مخطط "يقوده رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مو، بمباركة أمريكية في المنطقة، لإثارة نزعات على أسس دينية وإثنية لزعزعة الاستقرار الروسي".
وأوضح أن القوقاز وجنوبها تشهد تداخلا بين المصالح الإيرانية والروسية والغربية، وهو ما يثير قلق بوتين، خاصة مع وجود نوايا لأذربيجان لفتح ممر بري بين جزأيها، ليمر بالقرب من الحدود الإيرانية الأرمينية.
وبدوره، شدد المحلل السياسي المختص في الشأن الأوكراني، محمد العروقي، على أن "زيارة بوتين لباكو، تأتي للتأكيد على عدم تحمل هذه المنطقة أي تهديد أو صراعات من جهة، ومن جهة أخرى، العمل على التنسيق مع ما يعرف بدول الاتحاد السوفيتي سابقا، لمواجهة أي خطط غربية موجهة نحو روسيا".
وقال العروقي لـ"إرم نيوز": "الزيارة تأتي ضمن الاعتقاد المستمر لروسيا بأنها صاحبة الهيمنة على هذه الدول لكونها وريثة الاتحاد السوفيتي، وهو ما يوضح تدخلها في عدة أحداث بمنطقة القوقاز من الأحداث في ناغورنو كاراباخ، وأيضا شغب كازاخستان".
ولفت المحلل السياسي إلى أن "الوضع دائما في القوقاز يكون مهددا بالانفجار في أي وقت؛ بسبب الإشكاليات في جورجيا وأذربيجان وأرمينيا، ومن ثم تريد روسيا أن تفرض هيمنتها لمنع أي توترات في هذه المنطقة".
ويعتقد العروقي أن الزيارة تحمل دلالات أخرى من جانب الرئيس الروسي بعدم التأثر في ما يحدث في كورسك والإيحاء بأن ما يجري أمر عسكري سيحسمه الجيش الروسي في وقت قريب.
ومن جهته، قال الباحث السياسي في كلية الاستشراق في المدرسة العليا بموسكو، رامي القليوبي، إن زيارة بوتين تتعلق بمدى التأكيد عن أن جنوب القوقاز منطقة حيوية للمصالح الروسية، بعد أن أثبتت موسكو استعدادها للدفاع عن مصالحها ولو بقوة السلاح.
وبين القليوبي لـ"إرم نيوز" أن" أذربيجان أصبحت الشريك الرئيسي لروسيا في جنوب القوقاز، وزاحمت أرمينيا التي توجهت نحو التقارب مع الغرب، لا سيما بعد الانحياز الروسي الضمني لأذربيجان عند إحكام الأخيرة السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ في العام الماضي، ومن ثم يمكن القول إن جنوب القوقاز لا تشكل حاليا خطرا على الأمن القومي الروسي".
وتناول القليوبي المعادلة الأذربيجانية في الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أنه ورغم العلاقات المتطورة بين باكو وموسكو، لكن أذربيجان من الدول التي تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية، وتقدم مساعدات لكييف ما عدا العسكرية.