خلّف هجوم متطرف في العاصمة المالية باماكو استهدف معسكراً لتدريب الشرطة العسكرية ومطاراً عسكرياً، أكثر من 70 قتيلاً و200 جريح، وفق ما أفادت مصادر أمنية اليوم الخميس.
وأفاد مصدر أمني طالباً عدم كشف اسمه بأن 77 شخصاً قتلوا وأصيب 255 آخرون في الهجمات التي وقعت أول من أمس الثلاثاء في باماكو، وقدرت وثيقة رسمية سرية عدد القتلى بحوالى 100 ذاكرة أسماء 81 شخصاً.
وأعلنت السلطات في مالي السيطرة على العاصمة باماكو بعدما شن مسلحون هجوماً على مركز تدريب لقوات الدرك ومناطق أخرى، وأطلقوا أعيرة نارية تردد دويها في أنحاء المدينة قبل فجر أول من أمس الثلاثاء.
وقال الجيش عبر بيان إنه "حاولت مجموعة من الإرهابيين التسلل إلى مركز تدريب لقوات الدرك في فالادي، وتجري في الوقت الراهن عمليات تمشيط لأنحاء المنطقة".
ودعا الجيش السكان إلى عدم الاقتراب من المنطقة وانتظار مزيد من الإفادات الرسمية حول الوضع، وقالت الحكومة العسكرية إن "بعض المواقع الحساسة في العاصمة" تعرضت للهجوم، بما في ذلك معهد الدرك.
وأضافت أن الجيش تصدى للإرهابيين المسؤولين عن الهجوم، وحثّ المدنيين على ممارسة حياتهم الطبيعية.
ويقع معهد الدرك في فالادي، وهي منطقة واقعة على مشارف باماكو الجنوبية الشرقية قرب المطار الدولي الرئيس.
وقال شهود إنهم سمعوا دوي إطلاق النار في حي بانانكابوجو قرب فالادي فجراً، وإن مصلين كانوا في طريقهم لأداء صلاة الفجر في أحد المساجد عادوا مسرعين عندما بدأ إطلاق الرصاص.
وبدأ إطلاق النار الساعة 05:30 تقريباً بتوقيت غرينتش، وذكر بعض السكان أنه جاء من اتجاه المطار، بينما قال آخرون إنه جاء من منطقة قريبة من مركز قوات الدرك.
وأشار مصدر أمني إلى أن دوي إطلاق النار سمع في عدة أحياء في باماكو، منها مناطق قريبة من المطار الدولي الرئيس.
وقال مصدر أمني آخر، إن السلطات أغلقت المطار.
ومالي واحدة من دول عدة في غرب أفريقيا تقاتل تمرداً متطرفاً نشأ في منطقة قاحلة شمالاً عام 2012، ومنذ ذلك الحين انتشر عبر منطقة الساحل وامتد في الآونة الأخيرة إلى شمال الدول الساحلية.
وقتل الآلاف ونزح الملايين في المنطقة وسط تقدم المسلحين والجهود العسكرية لدحرهم فيما وجهت اتهامات للحكومات والمسلحين بارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين.
وأسهم الإحباط من السلطات لإخفاقها في استعادة الأمن في حدوث انقلابين في مالي عامي 2020 و2021، تلاهما انقلابان في بوركينا فاسو المجاورة وانقلاب واحد في النيجر.
لكن هجمات المسلحين تصاعدت على رغم تعهدات المجالس العسكرية اتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن من بينها التخلي عن التحالفات مع الدول الغربية والسعي إلى الحصول على دعم من روسيا يشمل إرسال مقاتلين من مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة.
وقتل مقاتلون متمرسون من "فاغنر" في أواخر يوليو (تموز) الماضي خلال معركة بين المتمردين الطوارق والجيش المالي.