بعد تصريحات لمسؤول إيراني كبير بشأن إمكانية "تغيير العقيدة النووية" لطهران، ثارت التساؤلات عن معنى هذا التعبير، وتأثيره المحتمل على الصراع الدائر في الشرق الأوسط منذ أكثر من عام.
فقد قال كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني، الجمعة، إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا واجهت تهديدا وجوديا، الأمر الذي يثير المخاوف بشأن إمكانية استخدام السلاح النووي.
وأوضح خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية لقناة "الميادين" اللبنانية الموالية لإيران: "لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية. والفتوى الحالية للزعيم (المرشد الإيراني) هي ما يحظرها".
عقيدة إيران النووية
كان المرشد الإيراني المرشد علي خامنئي قد حظر تطوير الأسلحة النووية، في فتوى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
أكد خامنئي موقفه عام 2019، قائلا إن "بناء وتخزين القنابل النووية أمر خاطئ واستخدامها حرام".
أضاف: "رغم امتلاكنا للتكنولوجيا النووية، فإن إيران تجنبتها بشدة".
في أكتوبر الماضي، حذر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني من أن طهران قد تغير سياستها النووية من الأغراض السلمية إلى العسكرية، إذا تعرضت لضغوط من التهديدات الإسرائيلية.
في أعقاب تصاعد التوترات مع إسرائيل، قال قائد وحدات الحرس الثوري المسؤول عن الأمن النووي أحمد حقطلب، إن "التهديدات الإسرائيلية قد تدفع طهران إلى مراجعة عقيدتها النووية والانحراف عن اعتباراتها السابقة".
وفي الثامن من أكتوبر، أعلن البرلمان الإيراني تلقيه مشروع قانون لـ"توسيع الصناعة النووية الإيرانية" من أجل مناقشته.
ولم تعرف بعد طبيعة هذا التوسع، ومن غير الواضح ما إذا كان سيشمل برنامجا عسكريا، لكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون تشير إلى أن طهران تريد بعث رسائل استباقية.
وتتزايد الدعوات في إيران إلى مراجعة العقيدة النووية للبلاد، ففي أكتوبر الماضي، وجه 40 نائبا في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، للمطالبة بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية، مشيرين إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنبلة النووية قد تكون "عرضة للتغيير بسبب التطورات الحالية".