اقتحم عدد من المستوطنين، فجر الاثنين، مدينة البيرة، التي تشكل مع مدينة رام الله العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الفلسطينية، وأضرموا النار في نحو 20 مركبة أمام بيوت أصحابها.
وأظهرت كاميرات مراقبة منزلية، 10 مستوطنين يتسللون تحت جنح الظلام إلى أحد ضواحي المدينة، ويضرمون النار في عدد من السيارات المتوقفة أمام البيوت، ويفرون عائدين إلى المستوطنات القريبة.
وقال إيهاب الزبن، أحد سكان المنطقة، لـ"الشرق"، إنه شاهد نحو 10 مستوطنين، وهم يتسللون إلى الحي، عند الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي (1 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ويضرمون النار في السيارات مستخدمين مادة سريعة الاشتعال.
وطالب مواطنون أجهزة الأمن الفلسطينية بتوفير دوريات حراسة ليلية في المدينة، التي تتمتع فيها بسيادة أمنية ومدنية وفق اتفاقات أوسلو.
وتصاعدت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، بصورة كبيرة، لكنها اقتصرت على المناطق الريفية الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ولم تصل الى المدن التي تخضع لسيادة أمنية جزئية فلسطينية، وتتوفر فيها قوات شرطة وأمن فلسطينية مسلحة.
وطالب بعض النشطاء بمحاسبة المسؤولين عن أجهزة الأمن الفلسطينية، لما وصفوه بـ"تقصيرهم" في توفير حماية كافية للمواطنين.
ووصلت قوة من جيش الاحتلال في وقت لاحق إلى الموقع، وقامت بتصوير السيارات المحترقة، متعهدة بالتحقيق في الحادث.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلاً عن مصادر محلية، بأن عدداً من المستوطنين هاجموا المنطقة الصناعية بمدينة البيرة، وأحرقوا عدداً من المركبات فيها قبل أن ينسحبوا، فيما هرعت مركبات الاطفاء لإخماد النيران التي اشتعلت في نحو 20 مركبة.
وأضافت المصادر أن "مستوطنين أطلقوا النار في الهواء، ونحو مركبات الدفاع المدني لدى وصولها المنطقة لإخماد النيران، قبل أن يهربوا".
وأشارت "وفا"، إلى أن مستوطنين أحرقوا مركبة في بلدة دير دبوان شرق رام الله، وخطوا شعارات عنصرية على الجدران.
إدانة فلسطينية
من جانبه، أدان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، هجوم المستوطنين، على مدينة البيرة، وإحراق نحو 20 مركبة للفلسطينيين، وقال إن هذه "الاعتداءات والجرائم"، ما هي إلا نتيجة لاستمرار "حرب الإبادة" التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، وفق ما أوردت وكالة "وفا".
وحمل مسؤولية هذه الاعتداءات لـ"حكومة الاحتلال والولايات المتحدة"، فيما طالب، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها وانتهاكاتها، وإلزامها بجميع الاتفاقيات الموقعة معها.
وتُشكل أحدث موجة من هجمات المستوطنين، وحصار الجيش الإسرائيلي جزءاً من اتجاه تقول جماعات حقوق الإنسان، إنه يزداد سوءاً مع استمرار الحرب على قطاع غزة، إذ يبدو أن المستوطنين يتشجعون ببعض وزراء اليمين المتطرف، في الحكومة الإسرائيلية، الذين يسعون إلى ضم الضفة الغربية.
ويرى العديد من الفلسطينيين، فضلاً عن جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية، أن الجيش "يحرض" المستوطنين على شن الهجمات.
وفي الوقت نفسه، يزيد عنف المستوطنين من قلق حلفاء إسرائيل في الغرب. وتفرض عدة دول، بينها الولايات المتحدة، عقوبات على المستوطنين الذين يمارسون أعمال عنف ودعت إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهد لوقف هجماتهم.
ويرى كثير من المستوطنين أن لليهود "حقاً إلهيا" في الأراضي، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 (الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة)، والتي تتوسع المستوطنات عليها منذ عقود