التقى قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، الثلاثاء، وهو عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، بوفد من "الطائفة المسيحية" في العاصمة دمشق، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
ومنذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، على يد فصائل المعارضة بقيادة الشرع، تراقب الأقليات ومن بينهم المسيحيين بحذر مؤشرات الواقع الجديد في سوريا، علماً أن الشرع بعث بالعديد من الرسائل لطمئة الأقليات.
وتعهد الشرع عدة مرات للطوائف المختلفة في سوريا بأنهم سيكونون آمنين، كما قال لمسؤولين غربيين زاروا سوريا، إن الإدارة الجديدة لن تسعى للانتقام من نظام الأسد، الذي ينتمي كبار شخصياته في الغالب إلى الطائفة العلوية، ولن تقمع أي أقلية دينية أخرى، وفق ما أوردت "رويترز".
وفي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، قال الشرع إنه "لا يحق لأحد أن يمحو مجموعة أخرى"، وأضاف أن "هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها".
ونفى الشرع أيضاً في مقابلة مع شبكة BBC البريطانية، رغبته في تحويل سوريا إلى "نسخة من أفغانستان"، قائلاً إن البلدين "مختلفان للغاية، ولكل منهما تقاليد مختلفة".
وعن تعليم النساء، قال الشرع إنه "يؤمن بتعليم النساء، إذ كانت لدينا جامعات في إدلب منذ أكثر من 8 سنوات. أعتقد أن نسبة النساء في الجامعات تزيد عن 60%".
قداس عيد الميلاد
وحضر مسيحيون سوريون قداس عشية عيد الميلاد، الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ الإطاحة بالأسد، وذلك في اختبار لتعهدات قادة سوريا الجدد بحماية حقوق الأقليات الدينية في البلاد.
وأقيم القداس وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب مخاوف من أعمال عنف تستهدف المواقع المسيحية، ووسط اصطفاف العديد من الشاحنات الخفيفة التابعة للقيادة الجديدة حول الكنيسة.
وقبل ساعات من بدء القداس، تجمع مئات المتظاهرين في دمشق للتنديد بواقعة حرق شجرة عيد الميلاد في ريف حماة الشمالي في غرب وسط سوريا.
ويقطن معظم المسيحيين مدن دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية والمناطق المحيطة بها، أو في محافظة الحسكة في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد.
وينتمي معظم المسيحيين إلى الكنائس الأرثوذكسية المستقلة، مثل كنيسة "السريان الأرثوذكسية"، أو إلى "الكنائس الكاثوليكية الشرقية"، مثل "الكنيسة المارونية"، أو إلى كنيسة "المشرق الآشورية"، وغيرها من "الكنائس النسطورية" المستقلة المنتسبة إليها.
وتقدّر منظمة "الأبواب المفتوحة" Open Doors الأميركية غير الحكومية التي تعنى بشؤون المسيحيين حول العالم، أن من بين 2.2 مليون مسيحي كانوا يعيشون في البلاد قبل الحرب، بقي ما يقرب من 579 ألف فقط، أي 2.8% ما زالوا في سوريا.
وكان تقرير من موقع منظمة "ذي تابليت"، قد كشف أنه قبل الحرب في عام 2011، كان هناك أكثر من 130 ألف مسيحي يقيمون في شمال سوريا، وهو عدد انخفض بشكل كبير إلى مئات أو بضعة آلاف من الناس الآن.