فتحت استقالات 2 من كبار العسكريين الإسرائيليين الباب لدعوات السياسيين للاستقالة على خلفية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قراره الاستقالة من منصبه في مارس/آذار المقبل ثم إعلان قائد المنطقة الجنوبية بالجيش يارون فينكلمان قراره الاستقالة يطرح أيضا تساؤلات عن إمكانية تجدد الحرب في غزة.

فالمشترك في الإعلانين المنفصلين لهاليفي وفينكلمان هو ربطهما استقالتيهما بتحملهما مسؤولية شخصية عن إخفاق 7 أكتوبر/تشرين أول 2023.

وقد تؤشر استقالتيهما إلى أنهما يعتبران أن الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد انتهت مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم الأحد.

ومنصب رئيس الأركان هو أعلى منصب في الجيش ويكون لمدة 3 سنوات تمدد لسنة واحدة فقط، أما منصب قائد المنطقة الجنوبية فإنه يقع في صلب مهامه المسؤولية عن قطاع غزة.

ولكن هذه ليست أول استقالة لمسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى منذ بداية الحرب إذ سبق وأن قدم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي أهارون هاليفا استقالته في أبريل/نيسان الماضي وغادر منصبه في أغسطس/آب رابطا الاستقالة بالإخفاق في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي 11 يوليو/تموز 2024، أعلن "قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" استقالته من منصبه على خلفية الإخفاق ذاته.

وفي 12 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن يوسي سارييل، قائد الوحدة 8200 الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي، الاستقالة من منصبه قائلا: "في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم أقم بالمهمة كما توقعت وكما توقع مرؤوسي وقادتي ومواطنو بلادي".

وقد يشهد الجيش الإسرائيلي نهاية الشهر الجاري المزيد من الاستقالات.

فقد حدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نهاية الشهر الجاري موعدا لإنهاء الجيش الإسرائيلي تحقيقات داخلية في إخفاق 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 الذي هاجمت فيه "حماس" 11 قاعدة عسكرية و22 بلدة في غلاف قطاع غزة ما أدى إلى مقتل إصابة مئات الإسرائيليين في هجوم غير مسبوق في تاريخ إسرائيل.

ترحيب من اليمين المتطرف

وتحمل الاستقالات عدة رسائل، فالمعارضة دعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته للاستقالة أيضا في حين اعتبر اليمين المتطرف أن استقالة هاليفي مرحب بها.

ولكن استقالة هاليفي ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل بمعنى أنها تأتي بعد أيام قليلة فقط من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وتثير الاستقالة تساؤلات إن كانت تعني بأن إسرائيل قد أيقنت أن الحرب قد انتهت وأنه سيتم المضي قدما في الاتفاق حتى نهايته رغم دعوات اليمين لوقف الاتفاق بعد انتهاء مرحلته الأولى.

وكانت العلاقات ما بين نتنياهو وهاليفي اتسمت في الأشهر الماضية بالصعوبة بسبب الخلافات بينهما مع تأييد الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب لصالح عودة الرهائن الإسرائيليين من غزة وتقديرات الجيش بأن الحرب قد استنفذت أغراضها.

ومع ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في بيان: "انتقادي لفشله في الحملة الرامية إلى القضاء على قدرات حماس، فضلاً عن مسؤوليته عن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لا يقلل بأي حال من الأحوال من الامتنان الكبير الذي ندين له به على كل أعماله ومساهماته على مر السنين وجهوده ".

وأضاف: "ستشهد الفترة المقبلة تغيير القيادة العسكرية العليا في إطار الاستعدادات لاستئناف الحرب، هذه المرة حتى النصر الكامل. وأنا على ثقة بأن وزير الدفاع سيتعامل مع هذه المهمة بمسؤولية ومهنية وعزم، وسأساعده في ذلك حسب الضرورة".

من جهته، قال وزير الأمن القومي المستقيل وزعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير: "إن رحيل رئيس الأركان أمر مرحب به، وأتوقع أن يتم تعيين شخص هجومي وقوي في منصب رئيس الأركان يمكننا من هزيمة حماس".

استقالة نتنياهو؟

إلا أن استقالة هاليفي فتحت الباب لدعوة نتنياهو وحكومته للاستقالة.

وقال زعيم المعارضة يائير لابيد في بيان: “تحية لرئيس الأركان المقدم هرتسي هاليفي. والآن فليتحمل رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها المسؤولية ويستقيلوا".

ومن جهته قال زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض أفيغدور ليبرمان في بيان: "بعد استقالة رئيس الأركان، أدعو رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء الآخرين إلى تحمل المسؤولية والعودة إلى المنزل".

فيما قال زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس في بيان: "إلى جانب استمرار الجهود الأمنية وعودة المختطفين ومعاملة الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، يجب على رئيس الوزراء والمستوى السياسي أن يمارسوا مسؤوليتهم في تشكيل لجنة تحقيق حكومية وقيادة دولة إسرائيل إلى الانتخابات من أجل تشكيل حكومة تستعيد ثقة الجمهور".