مُلوحا بشارة النصر بيديه، وقف القيادي الفلسطيني زكريا الزبيدي في مقدمة حافلة بيضاء حملت عشرات الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين وصلوا إلى رام الله بالضفة الغربية.

وعلى جانبي حافلتين تابعتين للصليب الأحمر الدولي نقلت الأسرى من سجن عوفر كان فلسطينيون يقفون على طرفي الشارع يحاولون تحديد هوية الأسرى في الحافلات.

لكن السلطات الإسرائيلية صممت على أن تكون نوافذ الحافلات باللون الأسود كي لا يتمكن الفلسطينيون في الخارج من تحديد هوية الأسرى بالحافلة، بداعي منع المظاهر الاحتفالية.

وبينما كانت الحافلتان تشقان طريقهما الى رام الله، حيث احتشد آلاف الفلسطينيين بانتظارهم، أصر الجيش الإسرائيلي على التواجد في محيطهما ما استفز الفلسطينيين.

مواجهات

ووقعت مواجهات في بيتونيا بين الفلسطينيين الغاضبين وعناصر من الجيش وشرطة حرس الحدود الإسرائيلي التي أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمغلف بالمطاط باتجاه الفلسطينيين.

وكانت منطقة بيتونيا الملاصقة للمنطقة حيث سجن عوفر شهدت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي استفز الفلسطينيين لمنع إظهار أي إشارات بهجة بإطلاق الأسرى.

وتجمع المئات من الفلسطينيين بانتظار 66 أسيرا تم إطلاقهم من سجن عوفر.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: "تعاملت طواقمنا مع 14 إصابة في بيتونيا بالقرب من سجن عوفر من بينها 3 اصابات بالرصاص الحي و3 اصابات بالرصاص المطاطي و8 اصابات بالغاز المسيل للدموع".

لكنّ ذلك لم يمنع الفلسطينيين من إظهار البهجة بإطلاق الأسرى رغم الحزن على ما جرى في قطاع غزة خلال أكثر من 15 شهرا من حرب دامية. وهتف الفلسطينيون للأسرى وعانقوهم لحظة وصولهم من الحافلات.

مداهمات

وبالتزامن، كانت قوات من الشرطة الإسرائيلية تداهم منازل 19 أسيرا من القدس الشرقية تم إطلاقهم بشكل منفصل من سجن المسكوبية في القدس الغربية.

وهددت الشرطة الإسرائيلية العائلات بإعادة اعتقال أبنائها في حال إبراز أي مظاهر فرحة أو استقبال مهنئين بإطلاق سراح أبنائهم.

وحولت الشرطة الإسرائيلية محيط منازل الأسرى المحررين في القدس الى ثكنة عسكرية.

كما كانت حافلتان تتوجهان إلى منطقة غزة منهم أسرى أفرج عنهم إلى غزة وآخرون من الضفة الغربية وغزة تم إبعادهم حيث انتقلوا إلى الضيافة المصرية بانتظار نقلهم إلى بلدان تستقبلهم.