بعد مطالبات عائلاتهم بإكمال الصفقة.. من بقي من الرهائن في غزة؟

بعد أكثر من 493 يومًا على احتجازهم في قطاع غزة، أصدرت عائلات الرهائن الإسرائيليين بيانًا تطالب فيه الحكومة الإسرائيلية بتكثيف الجهود لإتمام صفقات التبادل مع حماس، لضمان إطلاق سراح 38 رهينة ما زالوا في الأسر، وسط قلق متزايد بشأن مصيرهم.
وحذرت مجموعة إسرائيلية تقود حملة من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين، السبت، من إفشال الهدنة الحالية، مؤكدة على ضرورة عدم ضياع الزخم المكتسب في الأسابيع الأخيرة.
وقال "منتدى عائلات الرهائن" في بيان بعد إطلاق سراح ثلاثة رهائن آخرين، السبت: "لا يمكننا السماح بانهيار هذا الاتفاق، يجب أن نستمر في استخدام هذا الزخم للتوصل إلى اتفاق سريع ومسؤول للجميع!".
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن واشنطن ستمنح البلدان العربية فرصة للتوصل إلى خطة بشأن غزة، وذلك في أعقاب رفضهم مقترح الرئيس ترمب بتهجير سكان القطاع وسيطرة الولايات المتحدة عليه. فيما أفادت مصادر عربية أن قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير الحالي لمناقشة الرد على خطة الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.
تطورات أزمة الرهائن منذ هجوم 7 أكتوبر 2023
في الهجوم الذي شنّته حماس في 7 أكتوبر 2023، تم أخذ 251 شخصًا كرهائن، ومنذ ذلك الحين، تطور وضعهم على النحو التالي:
-138 رهينة تم الإفراج عنهم أو إنقاذهم، منهم 78 في صفقة تبادل و27 شخصا أطلق سراحهم خارج الاتفاق.
-75 رهينة تأكد مقتلهم، بينهم 35 لا تزال جثثهم في غزة.
-38 رهينة لا يزالون محتجزين، وتعتقد إسرائيل أنهم على قيد الحياة، رغم عدم كشفها عن الأسس الدقيقة لهذا التقييم، حسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية.
صفقات التبادل السابقة والتطورات الأخيرة
في نوفمبر 2023، بدأت أولى عمليات تبادل الرهائن، حيث أطلقت حماس سراح 78 إسرائيليًا مقابل 240 معتقلا فلسطينيًا، جميعهم من النساء والمراهقين.
أجرت حركة حماس، السبت، سادس عملية تسليم رهائن إسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي كان وصل إلى حافة الانهيار هذا الأسبوع.
كما أطلقت حماس 24 أجنبيًا و3 إسرائيليين يحملون الجنسية الروسية خارج هذا الاتفاق.
في يناير 2025، تم التوصل إلى اتفاق هدنة جديد يقضي بإطلاق سراح 33 رهينة على مدار 42 يومًا مقابل أكثر من 730 معتقلا فلسطينيًا، لكن التنفيذ كان متقطعًا، مما أثار قلق العائلات التي تخشى تعثر الصفقة.
خلافات بشأن مصير الرهائن
مع استمرار الحرب، أعلنت إسرائيل وفاة عدد من الرهائن، مشيرة إلى أن بعضهم قُتل خلال عمليات عسكرية إسرائيلية، بينما زعمت حماس أن غارات الجيش الإسرائيلي كانت سببًا في مقتل آخرين، وهو ما لم يتم التحقق منه بشكل مستقل.
إسرائيل أكدت أيضًا أن ثلاثة رهائن قُتلوا في عملياتها العسكرية، وأنه من "المرجح للغاية" أن ثلاثة آخرين قتلوا بسبب غارة جوية إسرائيلية في أواخر 2023.
الموقف الأميركي
الولايات المتحدة تسعى إلى الحصول على تفاصيل حول مصير مواطنيها، إذ لا يزال رهينتان أميركيتان يُعتقد أنهما أحياء، بينما تحتفظ حماس بجثث أربعة أميركيين آخرين.
كما أن هناك رهينة تايلانديًا وآخر نيباليًا ما زالا في بيد حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى.
وفي وقت لاحق، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، السبت، عبر منصته "تروث سوشيل" : على إسرائيل الآن أن تقرر ما ستفعله بشأن الموعد النهائي المحدد للإفراج عن جميع الرهائن في الساعة 12 ظهراً من اليوم. وستدعم الولايات المتحدة القرار الذي ستتخذه".
الرهائن المتبقون في غزة: من هم؟
لم تصدر إسرائيل تفاصيل دقيقة عن أعمار الرهائن وجنسهم وجنسياتهم، لكن التقديرات تشير إلى أن معظم المحتجزين يحملون الجنسية الإسرائيلية أو جنسية مزدوجة، ومعظمهم من الذكور.
ومن بين الرهائن المتبقين طفلان: هما كيفير بيباس (عام واحد) وأريئيل بيباس (5 أعوام).
وكانت حماس قد أعلنت في نوفمبر 2023 أن الطفلين ووالدتهما شيري بيباس قُتلوا في القصف الإسرائيلي، لكن إسرائيل لم تؤكد صحة هذه المزاعم بعد.
وفي المقابل، تم إطلاق سراح والدهما، ياردين بيباس، في 1 فبراير 2025.
رغم استمرار الجهود الدبلوماسية، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام إتمام صفقات تبادل جديدة. فبينما تطالب إسرائيل بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، يعتقد أن بعضهم تحتجزهم فصائل فلسطينية أخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي، مما يزيد تعقيد المفاوضات.