منع نواب من دخول إسرائيل.. أزمة على وشك الانفجار بين باريس وتل أبيب

قال خبراء إن قرار السلطات الإسرائيلية، منع 27 نائبًا وسياسيًا فرنسيًا من دخول إسرائيل، يمثل سابقة دبلوماسية خطيرة.
ورأوا أن ما حدث "قد يعمّق التوترات القائمة بين باريس وتل أبيب، ويسرّع من تحوّل الموقف الفرنسي الرسمي تجاه إسرائيل، خاصة في ظل النقاش الدائر حول الاعتراف بدولة فلسطين".
"صفعة سياسية"
وقال المحلل السياسي الفرنسي فيليب مورو ديفارج، إن "ما حصل يتجاوز البعد البروتوكولي، ويشكّل صفعة سياسية مباشرة لمؤسسات الجمهورية الفرنسية".
وأضاف أنه "حين تمنع إسرائيل نوابًا منتخبين في البرلمان الفرنسي من زيارة الأراضي التي دُعوا إليها بموجب مهمة دبلوماسية سلمية، فإنها تضرب بمبادئ السيادة البرلمانية عرض الحائط، ما ينذر بأزمة ثقة متفاقمة بين الطرفين على وشك الانفجار".
بدورها، رأت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط سيلين براهيمي، أن "قرار تل أبيب يعكس توترًا متصاعدًا بعد مواقف الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة بشأن الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية".
وقالت براهيمي لـ"إرم نيوز": "إننا أمام لحظة توتر غير مسبوقة في العلاقات الثنائية منذ عقود، تضع باريس أمام خيارين إما التهدئة بشروط إسرائيل، أو تصعيد دبلوماسي يعيد تعريف التوازنات الفرنسية في الشرق الأوسط".
"عقاب جماعي"
من جانبه، قال المحلل السياسي جان-إيف كامو، إن "استهداف نواب يساريين معروفين بمواقفهم المؤيدة لحقوق الفلسطينيين، ومنعهم من دخول إسرائيل، يُقرأ سياسيًا كإجراء عقابي جماعي لا يخلو من رسالة سياسية واضحة مفادها: إسرائيل لن تتسامح مع أي صوت فرنسي يعارضها في الملف الفلسطيني.
وتابع في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هذا ما قد يدفع فرنسا نحو مواقف أكثر حدة دفاعًا عن حرية التمثيل السياسي لنوابها، وبالتالي، نحو مواجهة دبلوماسية مفتوحة".
وبررت وزارة الداخلية الإسرائيلية قرارها بالاستناد إلى قانون داخلي، يجيز لها منع دخول أي شخص "يُحتمل أن يتصرف ضد الدولة"، دون تقديم توضيحات إضافية حول طبيعة هذا التهديد المفترض.
وتأتي هذه التطورات في وقت يُنتظر فيه أن تتضح ملامح الموقف الفرنسي في يونيو/حزيران المقبل، حيث لمح ماكرون إلى إمكانية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين.
وقال ماكرون خلال زيارته لمعرض "كنوز غزة المنقذة" في معهد العالم العربي في باريس: "سأقوم بذلك (الاعتراف بدولة فلسطين) عندما أراه عادلاً، لأنني أريد المساهمة في دينامية جماعية".
لكن هذه التصريحات أثارت غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر أن أي اعتراف بدولة فلسطينية في هذا التوقيت سيكون "مكافأة هائلة للإرهاب".