اليمين المتطرف الإسرائيلي يتحدى بايدن ويهاجم السياسة الأميركية

لم ينفع الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن ما تقدمه من دعم لإسرائيل، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً وقضائياً، إزاء قوى اليمين واليمين المتطرف الشريك في حكومة بنيامين نتنياهو، إذ إنهم هاجموا السياسة الأميركية التي عدّوها «تحاول فرض إملاءات على الحكومة الإسرائيلية»، ويتهمونها أيضاً بأنها «تسعى إلى دفعنا إلى الانتحار بإقامة دولة فلسطينية، وتحاول منعنا من جباية ثمن مذبحة حماس ضد سكان غلاف غزة».
وأقام اليمين حركة باسم «ريبونوت» (سيادة)، بقيادة اثنتين من حزب «عظمة إسرائيل» الذي يقوده وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، تقولان إنه «أمامنا فرصة نادرة. فمع جنودنا العائدين بفخر إلى مواقعنا في الجنوب، يجب أن نعود عودة كاملة، سيادياً وأخلاقياً إلى غزة».
وكتبت ناديا مطر ويهوديت كتسوفار، المشهورتان في مظاهرات المستوطنين العنيفة قبل 30 سنة، أنه «يجب الآن إضافة ألف علم من أعلام إسرائيل لترفع على مواقع أساسية في قطاع غزة، إلى جانب الأعلام التي رفعها جنودنا العاملون هناك ببطولة».
«لا نحب التدخل في شؤوننا»
وقال رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموترتش، الذي يشغل في الحكومة منصبي وزير المالية ووزير ثان في وزارة الدفاع، إنه «مع كل الاحترام للإدارة الأميركية التي تساندنا بشكل غير مسبوق، فإننا دولة مستقلة تحكم نفسها بنفسها وتعرف مصالحها ولا تحب أن يتدخل الأصدقاء في شؤونها».
وعندما سئل عن رأيه في الانتقادات التي وجهها بايدن إلى اليمين المتطرف في إسرائيل ودعوته إلى إجراء تغييرات في حكومة نتنياهو تفضي إلى التخلص من المتطرفين، قال سموترتش: «هذه شهادة شرف لي ولحزبي. فنحن نشكل عقبة كأداء في وجه مشروعات إقامة الدولة الفلسطينية ونطالب بإصرار أن ننزل أشد العقاب على حركة حماس ومن يناصرها، وليس أن نكافئهم بالانسحاب من قطاع غزة».
وكشف النقاب يوم الجمعة عن شريط عممته المؤسسة الدينية في الجيش الإسرائيلي تتحدث فيه عن أن غزة كانت «منطقة يهودية مزدهرة قبل 500 سنة، الثالثة بعد القدس والخليل من حيث الأهمية الدينية، ويعد الاستيطان اليهودي فيها أملاً لكل يهودي».
استطلاعان للرأي
ودلت نتائج استطلاعين للرأي العام في إسرائيل يوم الجمعة، على أن هناك نسبة عالية جداً من المواطنين تعارض التوجه الأميركي إزاء مستقبل قطاع غزة وتطالب بالبقاء الإسرائيلي فيه. وجاء في الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن 23 في المائة يرون أن من يجب أن يحكم قطاع غزة بعد الحرب هو حاكم عسكري إسرائيلي، وذلك مقابل 23 في المائة أيضاً يؤيدون أن تحكم القطاع دول عربية معتدلة.
وفي ردهم على السؤال عما إذا كان ينبغي ضم قطاع غزة إلى إسرائيل، قال 18 في المائة إنه يجب أن تحكم القطاع قوة دولية، فيما أيد 11 في المائة أن يخضع القطاع لحكم السلطة الفلسطينية، وقال 8 في المائة إنه يجب إجراء انتخابات في القطاع.
وجاء في الاستطلاع الذي نشرته صحيفة «معاريف»، أن 43 في المائة قالوا إن أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مقابل الرئيس الأميركي بايدن «ليس صحيحا» بكل ما يتعلق بالحرب على غزة. إلا أن 36 في المائة قالوا إن أداء نتنياهو «صحيح»، فيما أجاب 18 في المائة بأن لا رأي لديهم حول ذلك. وقال 63 في المائة من ناخبي المعسكر اليميني بقيادة حزب الليكود إن أداء نتنياهو «صحيح»، و12 في المائة عدّوا أداءه «ليس صحيحاً».
«جرح غلاف غزة»
وفي الوقت الذي يدعي اليمين المتطرف أن موقفه من قطاع غزة نابع من «الجرح الذي سببته حماس لأهلنا اليهود في غلاف غزة»، يتخذ موقفاً سلبياً من المفاوضات حول تبادل أسرى ويصر على ضرورة الاستمرار في الحرب حتى لو سقط ضحايا كثيرون، وذلك على الرغم من أن غالبية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، الذين تهدد الحرب حياتهم هم من سكان غلاف غزة.
ويذكر أن اليمين الإسرائيلي يرفع من صوته ويزيد من نشاطه السياسي استعداداً لحملته الانتخابية، رغم الحرب. فالاستطلاعات تشير إلى أنه سيخسر الحكم بشكل شبه مؤكد في الانتخابات، وآخرها الذي نشرته صحيفة «معاريف» يوم الجمعة، ويبين أن 51 في المائة من الإسرائيليين يفضلون بيني غانتس على نتنياهو لرئاسة الحكومة. والائتلاف الحكومي سيهبط من 64 مقعداً لديه اليوم إلى 43 مقعداً، فيما تزداد حصة المعارضة، بما فيها الأحزاب العربية، بمقعد واحد إلى 77 مقعداً. والليكود وحده سيخسر نحو نصف قوته، من 32 إلى 17 مقعداً، و«الصهيونية الدينية» بقيادة سموتريتش وبن غفير سينخفض من 14 إلى 11 مقعداً، بينما غانتس سيرتفع من 12 إلى 39 مقعداً