لوح حزب الله المتحالف مع إيران اليوم الجمعة بتصعيد هجماته على إسرائيل ردا على مقتل عشرة مدنيين لبنانيين في هجمات إسرائيلية هذا الأسبوع، بينما تعهدت إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود إذا فشلت الدبلوماسية.
وفي خطاب بثه التلفزيون، قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله إن إسرائيل ستدفع الثمن "دماء"، مما يشير إلى خطر تفاقم الصراع الدائر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر.
واتهم نصر الله إسرائيل بتعمد استهداف المدنيين، قائلا إنه كان بإمكانها تجنب قتلهم ومن بين القتلى خمسة أشخاص من عائلة واحدة إلى جانب قيادي كبير في قوة الرضوان التابعة للحزب وهي قوة النخبة في الجماعة الشيعية المسلحة.
وأضاف "الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم في الجبهة... نساؤنا وأطفالنا الذين قتلوا في هذه الأيام في النبطية وفي الصوانة وفي غيرها من قرى الجنوب سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء".
وقال في إشارة إلى إسرائيل "هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف... نقول له هذا يزيدنا حضورا وقوة واشتعالا وغضبا وفاعلية وأيضا توسعا وعليه أن يتوقع ذلك وأن ينتظر ذلك".
ويتبادل حزب الله إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر دعما لحركة حماس الفلسطينية التي نفذت هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر قوبل بهجوم بري وجوي وبحري إسرائيلي على غزة.
وأسفر العنف عن مقتل أكثر من 200 في لبنان، من بينهم أكثر من 170 من مقاتلي حزب الله، بالإضافة إلى نحو عشرة جنود إسرائيليين وخمسة مدنيين إسرائيليين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من الجانبين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في مؤتمر ميونيخ الأمني إن حزب الله مجرد وكيل تناور به إيران بالشكل الذي تراه مناسبا، وإن إسرائيل لن تسمح باستمرار الاضطراب في الشمال إلى ما لا نهاية.
وقال "إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فستضطر إسرائيل إلى التحرك من أجل إبعاد حزب الله عن الحدود وإعادة سكاننا إلى منازلهم"، في إشارة إلى نحو 70 ألف إسرائيلي نازح، مضيفا "في مثل هذه الحالة، سيدفع لبنان أيضا ثمنا باهظا... هجومنا سيدمر لبنان. اضغطوا على حزب الله وإيران".
وقدمت فرنسا اقتراحا مكتوبا إلى بيروت وإسرائيل يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية وتسوية النزاع الحدودي بين الجانبين، لكن ليست هناك مؤشرات تذكر على أن هذه الجهود ستؤتي ثمارا على المدى القريب.
وفي حديثه بميونيخ في وقت سابق من اليوم الجمعة، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الهدوء، لكنه قال إن الهجمات على المدنيين يجب أن تنتهي.
وتابع "قبل يومين فقط، تم استهداف عائلة في جنوب لبنان مكونة من سبعة أفراد ومن بينهم أطفال ونساء. إن قتل واستهداف الأطفال الأبرياء والنساء وكبار السن هو جريمة ضد الإنسانية".