تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص في القدس الأحد للتنديد بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبالإعفاءات الممنوحة لليهود المتشددين دينياً من الخدمة العسكرية، في مشهد يعيد إلى الأذهان الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع العام الماضي.
نظمت مجموعات احتجاجية المظاهرة أمام الكنيست، داعيةً إلى إجراء انتخابات جديدة تأتي بحكومة محل الحكومة الحالية. وقاد بعض من هذه المجموعات المظاهرات الحاشدة التي هزت إسرائيل العام الماضي.
كما يريد المحتجون مساواة أكبر في تحمل عبء الخدمة العسكرية الإلزامية على معظم الإسرائيليين. وقُتل نحو 600 جندي منذ هجوم السابع من أكتوبر وحرب غزة التي تلته، وذلك في أعلى محصلة قتلى في صفوف الجيش منذ عقود.
وقالت "القناة 12" الإخبارية إنها أكبر مظاهرة فيما يبدو منذ بدء الحرب. وذكرت صحيفة "هاآرتس" وموقع "واي نت" الإخباري إن عشرات الآلاف من الأشخاص شاركوا فيها.
وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات واسعة النطاق بشأن فشلها الأمني فيما يتعلق بهجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي قُتل فيه 1200 شخص وخطف فيه ما يربو على 250 شخصاً إلى غزة.
وقال نوريت روبنسون (74 عاما) في المظاهرة "هذه الحكومة فشلت فشلاً تاماً وذريعاً. ستقودنا إلى الهاوية".
وأدت الحرب الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني إلى تفاقم مصدر توتر يعتمل منذ فترة طويلة في المجتمع ويزعزع أيضاً استقرار ائتلاف نتنياهو الحاكم، وهو الإعفاءات الممنوحة لطلاب المعاهد الدينية من اليهود المتشددين من الخدمة في الجيش.
ومع اقتراب انقضاء مهلة غايتها 31 مارس أمام الحكومة للتوصل إلى تشريع لحل الأزمة المستمرة منذ عقود بشأن هذه القضية، قدم نتنياهو طلباً في اللحظة الأخيرة إلى المحكمة العليا الأسبوع الماضي لتأجيل القضية لمدة 30 يوماً.
وفي تسوية واضحة، منحت المحكمة العليا المسؤولين الحكوميين مهلة حتى 30 أبريل لتقديم دفوع إضافية. لكنها أمرت أيضاً في حكم مؤقت بتعليق التمويل الحكومي لطلاب المعاهد الدينية الذين كان سيتعين عليهم الالتزام بالتجنيد اعتباراً من غد الاثنين.
ولوح المتظاهرون بالأعلام الإسرائيلية ورددوا هتاف "الانتخابات الآن".
وفي مؤتمر صحفي في القدس، قال نتنياهو إنه واثق من التوصل إلى حل. وأضاف أن إجراء الانتخابات في ذروة حرب باتت إسرائيل قريبة للغاية من الفوز فيها من شأنه أن يصيب البلاد بالشلل لعدة أشهر.
وفي تل أبيب، أغلقت بعض عائلات الأسرى وأنصارهم طريقا سريعاً رئيسياً، احتجاجاً على ما وصفوه بفشل نتنياهو في إعادة ذويهم.