أقر قائد عسكري إسرائيلي بصعوبة المواجهة مع حركة حماس في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكداً أنّ تفكيك الحركة في هذه المدينة يتطلب عامين على الأقل.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قائد اللواء 12 في الجيش الإسرائيلي العقيد عفري إلباز للقناة الـ12 العبرية الخاصة، والتي تتناقض مع تقديرات للجيش الإسرائيلي زعمت أنه بالإمكان إعلان هزيمة حماس في رفح خلال أيام.
وقال إلباز: "هناك حاجة إلى الصبر والوقت لتفكيك واقتلاع البنية التحتية الضخمة لحماس في رفح".
وأوضح أن حماس "تخوض في رفح حرب عصابات، تقوم بها مجموعات مستقلة من دون تنسيق بينها"، "ما يجعل التعامل معها أصعب بكثير، ويتطلب منا سلوكاً مختلفاً وطريقة تفكير مختلفة".
وأضاف: "أُقدر أن تفكيك البنية التحتية لحماس في رفح سيستمر مدة عامين آخرين على الأقل". ووصف قائد اللواء الـ"12"، وهو لواء مشاة احتياط، من يعتقد بأن إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل سيتوقف في العام المقبل بأنه "كمن يذر الرمال في العيون".
وتابع: "لا يمكنك قتل وحش (على حد وصفه) نما أكثر من عقد من الزمان في أقل من ثمانية أشهر. إنه أمر يتطلب وقتا ويتطلب ضغطاً عسكرياً كبيراً". وزعم إلباز أنه "لا يوجد تعثر للجيش الإسرائيلي في رفح، لكن الحديث فقط عن قتال بطيء".
ولفت إلى أن "لواء رفح (التابع لحماس) معروف بخبرته في مجال المتفجرات، وقد قام بدراستنا جيداً".
ورغم تحذيرات دولية من تداعيات العملية في رفح، أعلنت إسرائيل في 6 مايو/ أيار الماضي بدء مهاجمة المدينة، ما أثار موجة غضب وتنديدات عربية ودولية ومخاوف من وقوع مجازر في المدينة التي كانت تكتظ بالنازحين.
واعتبر إلباز أن تفكيك حماس في غزة يستحق الثمن الذي يدفعه الجيش الإسرائيلي "حتى لو كان ذلك يعني أننا سنكون في وضع مثل الوحل اللبناني"، في إشارة إلى الاجتياح الإسرائيلي للبنان بين عامي 1982- 1985.
تصريحات القائد العسكري الإسرائيلي تتناقض مع إعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن تقديرات الجيش تشير إلى أنه "سيكون من الممكن خلال أيام قليلة الإعلان عن هزيمة لواء رفح"؛ ما يعني "الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب"، بعدما كانت الأولى القصف من خارج القطاع والثانية التوغل البري فيه.
وخلال الأسابيع الأخيرة، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المرحلة الثالثة من الحرب تعني الانتقال من القصف المكثف لقطاع غزة إلى القصف المستهدف المستند إلى معلومات استخبارية.
(الأناضول، العربي الجديد)