أسعار النفط ترتفع 10 دولارات في أسبوعين

أحدثت المواجهة بين إسرائيل وإيران اضطراباً في الأسواق العالمية، إذ اتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وقفزت تقلبات أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات. كما سجّل فارق العقود القريبة لخام برنت ارتفاعاً حاداً، في إشارة إلى تنامي المخاوف من تقلّص الإمدادات، كما سجّلت عقود الخيارات ارتفاعاً في حجم الرهانات على صعود الأسعار، بوتيرة تفوق ما شهدته الأسواق عقب الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022. وتتركز المخاوف الأكبر في سوق النفط على «مضيق هرمز»، رغم عدم وجود مؤشرات حتى الآن إلى أن إيران تسعى إلى تعطيل حركة الشحن عبر هذا الممر المائي الضيق. ويُمرّ نحو خمس الإنتاج اليومي العالمي من الخام عبر المضيق الواقع عند مدخل الخليج العربي.
وارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات أمس، بعد أن أنهت الجلسة السابقة على زيادة بأكثر من أربعة بالمئة وسط مخاوف من أن يؤدي الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى تعطيل الإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتاً بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 76.71 دولاراً للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 35 سنتاً أو 0.5 بالمئة إلى 75.19 دولاراً للبرميل.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء طهران إلى «الاستسلام غير المشروط» مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس. وقال محللون إن السوق قلقة إلى حد كبير من تعطل الإمدادات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله خُمس النفط المنقول بحراً في العالم.
وإيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إذ تستخرج نحو 3.3 ملايين برميل يومياً من الخام، لكن الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى المنتجين في (أوبك) وحلفائها قادرة على تغطية هذا الكم بسهولة.
وقال محللون في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في مذكرة للعملاء «أي خلل جوهري في البنية التحتية للإنتاج أو التصدير في إيران سيزيد من الضغط على الأسعار. لكن حتى في حال توقف جميع الصادرات الإيرانية، يمكن تعويضها من خلال الطاقة الإنتاجية الفائضة من منتجي أوبك+... حوالي 5.7 ملايين برميل يومياً».
وقفزت أسعار خام برنت بنحو عشرة دولارات للبرميل خلال الأسبوعين الماضيين، وتوقع محللو فيتش اقتصار علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط على ما يتراوح من 5 إلى 10 دولارات تقريباً.
الغاز
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا للجلسة السادسة على التوالي، متجهة لتسجيل أطول سلسلة مكاسب يومية في نحو أربعة أسابيع، بدعم من المخاوف المتزايدة بشأن سلامة حركة الملاحة عبر مضيق هرمز.
وصعدت العقود الآجلة للغاز الهولندي - المعيار الأوروبي - تسليم يوليو بنسبة 0.9% إلى 39.66 يورو (45.65 دولار) لكل ميجاواط/ساعة خلال التداولات. يخشى عدد من مراقبي السوق أن تلجأ إيران إلى مهاجمة الناقلات التي تمر عبر مضيق هرمز.
وطلبت قطر من سفن الغاز الطبيعي المُسال أمس الانتظار خارج المضيق إلى أن تصبح جاهزة للتحميل وفقاً لما ذكرته وكالة بلومبرغ، في ظل تصاعد الهجمات. ويمر نحو خُمس حجم تجارة الغاز المُسال العالمية عبر الممر البحري الحيوي.
وقال لو مينغ بانغ، كبير المحللين في شركة «ريستاد إنرجي» في تصريح للوكالة، إن المضيق يخضع لمراقبة مشددة، وأي تعطّل في حركة الشحن قد يؤدي إلى زيادات في الأسعار، وخصوصاً للدول التي تعتمد بشكل كبير على الغاز القادم من الشرق الأوسط.
فيما أوضحت فلورانس شمِت، محللة الأسواق لدى «رابوبنك»، أن اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في تحديد ما إذا كانت أسعار الغاز والطاقة ستواصل ارتفاعها، أو ما إذا كانت الأسواق ستشهد هدوءاً مؤقتاً.