ميناء "إيلات" الإسرائيلي على وشك الإفلاس

بات ميناء "إيلات" على شفا الانهيار، وذلك بسبب الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله الحوثيين التي تواصل حصار البحر الأحمر، وتهاجم السفن المارة فيه والمتجهة إلى الميناء أو قناة السويس ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما تسبب بخفض حركة الشحن بنسبة 85% في الميناء.
وفي ظل شلل حركة الشحن والنشاط التجاري في الميناء الإسرائيلي منذ أكثر من 8 أشهر والمخاوف من إفلاسه، هددت إدارته بفصل ما بين 50 إلى 60 موظفا من أصل 120، إذا لم ترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانيات عاجلة وخاصة للميناء، حيث ينذر استمرار الحرب على غزة بإغلاقه.
أهمية الميناء
في العقد الماضي، زاد حجم السفن بشكل ملحوظ في ميناء إيلات المصمم أصلا للسفن الصغيرة نسبيا، إذ كان يستوعب سفنا بها 3500 إلى 2000 حاوية، بينما بات يستقبل اليوم سفنا تحتوي على 14 إلى 20 ألف حاوية.
إثر ذلك أعدت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوسيع ميناء "إيلات" برصيف بطول 400 متر، وغاطس للحاويات بطول 16 مترا، مع ربطه بسكة الحديد نحو المناطق الوسطى والشمالية، بيد أنه تم تعليق الخطة بسبب الحرب على غزة، بحسب ما أفادت صحيفة "دي ماركر" الاقتصادية.
ويعتبر "إيلات" الميناء الإسرائيلي الوحيد الذي لا يقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولا تحتاج السفن القادمة إليه من الجنوب والشرق للمرور عبر قناة السويس، وبالتالي فهو -وفقا للصحيفة- رصيد إستراتيجي فريد بالنسبة لإسرائيل، ورغم ذلك فإن كمية البضائع التي تمر عبره أقل بكثير من الموانئ الأخرى.
ويخدم الميناء بالدرجة الأولى مستوردي السيارات، حيث تمر عبره المركبات القادمة من شرق آسيا، كما أنه يعتبر نقطة انطلاق لصادرات البوتاس إلى الشرق الأقصى وتحديدا إلى الهند والصين، وكذلك استقبال السفن والحاويات التي تشحن معها احتياجات الاقتصاد والسوق الإسرائيلي، من معدات وماكينات ومواد خام، ومواد غذائية وتموينية، ومختلف السلع المستوردة.
وتمت خصخصة ميناء إيلات عام 2013، إذ قام رجال أعمال يهود بشرائه من الحكومة الإسرائيلية بأموالهم الخاصة، عبر شركة "بابو" للشحن البحري، مقابل 122 مليار شيكل (33 مليار دولار)، كجزء من اتفاقية حتى عام 2028، مع خيار تمديدها لمدة 10 سنوات، حيث توظف الشركة حاليا حوالي 120 عاملا باتفاقيات جماعية، وحوالي 70 عامل أمن بنظام العمل المباشر.
ومثل العامين السابقين لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فترة ازدهار الميناء الجنوبي، حيث شهد "إيلات" زيادة كبيرة في كمية البضائع التي تمر عبره، وشكّل نقطة الدخول الرئيسية للمركبات إلى إسرائيل.