تشهد اليمن تزايدًا ملحوظًا في حالات الانتحار والمآسي الإنسانية، مع استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
في محافظة إب، أقدم مواطن مجهول الهوية على الانتحار برمي نفسه أمام شاحنة في مديرية العدين، ما أدى إلى وفاته على الفور. وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجثمان الضحية، التي غابت ملامح وجهه إثر دهس الشاحنة لرأسه. وتُعزى دوافع الانتحار إلى تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع المرتبات للعام الثامن على التوالي، ما أدى إلى تصاعد غير مسبوق في عدد ضحايا الانتحار في المحافظة.
وفي حادثة أخرى بصنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أقدم المواطن علي الغزي على إنهاء حياته في غرفة منزله، بعد أن ترك رسالة مؤلمة لزوجته عبر تطبيق "واتساب" وأخبرها بقراره بالانتحار نتيجة الظروف المعيشية الصعبة. قبل أن يطلق على نفسه النار، كتب على جدران غرفته عبارة "الجوع كافر"، في إشارة واضحة إلى حجم المعاناة التي كان يواجهها.
في سياق آخر، عثر مواطنون في مدينة إب على جثمان مولود حديث الولادة ملقى في برميل للقمامة بمنطقة مشورة، عزلة ثواب العليا. وقد أثارت هذه الجريمة البشعة استياء السكان الذين طالبوا الأجهزة الأمنية، التي تديرها مليشيا الحوثي، بتحمل مسؤولياتها في متابعة القضية ومعرفة والدي المولود ومحاسبتهما.
هذه الحوادث تأتي في ظل استمرار مليشيا الحوثي في نهب مرتبات موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها منذ أكثر من تسعة أعوام، مع تصاعد أسعار المواد الغذائية والخدمات وتفشي الفقر وانعدام مصادر الدخل، مما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في البلاد.