شهد مخيم للنازحين غرب مدينة الوهط بمحافظة لحج صباح اليوم الثلاثاء حادثة مأساوية حيث أدى انفجار قوي إلى وفاة عدد من الأشخاص وإصابة آخرين، بينهم نساء وأطفال. وفقًا للمصادر المحلية، وقع الانفجار داخل إحدى الخيم في المخيم نتيجة العبث بمقذوف ناري غير منفجر من مخلفات الحرب.
بحسب الشهادات الأولية من سكان المخيم، كان أحد النازحين قد عثر على قذيفة هاون قديمة من مخلفات الحرب، واحتفظ بها بنية بيعها كحديد خردة. وأثناء محاولته تهشيم القذيفة بهدف استخراج المعدن منها، انفجرت بشكل مفاجئ مما أسفر عن دمار كبير في الخيمة المحيطة بالحادث.
المصادر أفادت بأن الانفجار تسبب في وفاة عدد من الأشخاص في الحال، بينما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بعضهم في حالة حرجة، وتم نقل المصابين على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وفي أول تعليق رسمي على الحادث، أكدت الأجهزة الأمنية في محافظة لحج أنها بدأت تحقيقًا شاملاً لمعرفة ملابسات الانفجار. وأوضح مصدر أمني رفيع أن القذيفة كانت من مخلفات الحرب التي خلفتها سنوات من النزاع المسلح في المنطقة. وأشار المصدر إلى أن فرق الأمن، بالتنسيق مع خبراء المتفجرات، تقوم حاليًا بتأمين المنطقة والتأكد من عدم وجود أي مخلفات حربية أخرى قد تشكل خطرًا على حياة النازحين.
وفي هذا السياق، شدد المصدر الأمني على أن الأجهزة الأمنية تعمل بجدية لتحديد مصدر القذيفة والتحقق من كيفية وصولها إلى المخيم. وأكد أنه سيتم اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز الأمان في المخيمات المخصصة للنازحين، مشيرًا إلى أهمية تعاون المواطنين والنازحين مع السلطات والإبلاغ الفوري عن أي أجسام مشبوهة أو مواد غير معروفة قد تُكتشف في محيط المخيمات أو المناطق السكنية.
من جانبه، أعرب المصدر عن قلقه إزاء تزايد حوادث الانفجارات الناجمة عن مخلفات الحرب، والتي لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المدنيين.
وأكد أن هناك حملات توعية ستُطلق قريبًا بالتعاون مع المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني لتوعية النازحين والمواطنين حول مخاطر مخلفات الحرب وكيفية التعامل معها بشكل آمن.
وفي ختام تصريحه، قدم المسؤول الأمني تعازيه الحارة لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وأكد التزام الأجهزة الأمنية بمواصلة جهودها لضمان سلامة وأمن جميع المواطنين والنازحين في المخيمات والمناطق المتأثرة بمخلفات الحرب، داعيًا الجميع إلى اليقظة والحذر لتجنب وقوع مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.