صعدة.. الحوثيون يهدمون المنازل ويجبرون الأهالي على التنازل عن أراضيهم بالقوة

في تصعيد خطير أثار موجة غضب عارمة في محافظة صعدة، أقدمت ميليشيا الحوثي على تنفيذ حملة تجريف وهدم واسعة النطاق طالت ممتلكات ومنازل مواطنين في منطقة "محضة الخرشة" بمديرية الصفراء، بذريعة توسيع ما يُسمى بـ"ساحة الرسول الأعظم" المخصصة لفعاليات الجماعة.
وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين استعانوا بجرافات ومسلحين لتنفيذ عملية الهدم، التي استهدفت 7 منازل ومساحات شاسعة من الأراضي، دون إصدار أي قرارات رسمية أو تقديم تعويضات، ما خلق حالة من الذهول والاستياء بين السكان، الذين وصفوا ما جرى بـ"العقاب الجماعي" لرفضهم سلطة الجماعة.
وبحسب شهادات الأهالي، لم تكتفِ الميليشيا بالهدم، بل مارست ضغوطًا قسرية على عشرات المواطنين لإجبارهم على التوقيع على تنازلات مكتوبة عن أراضيهم، وسط تهديدات مباشرة بالسجن والاعتقال، فيما تم بالفعل اعتقال عدد من الرافضين.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر الشديد، وسط مخاوف من موجة تهجير قسرية، حيث تؤكد شهادات محلية أن الحوثيين يسعون لفرض واقع ديمغرافي وجغرافي جديد بقوة السلاح.
وتعيد هذه الممارسات إلى الأذهان حوادث سابقة، إذ كانت الجماعة قد استولت خلال العامين الماضيين على أراضٍ في منطقة "غلفقان" لأغراض مشابهة، ثم منعت الأهالي لاحقًا من دخولها بعد أن نشرت حولها عناصرها المسلحة، متجاهلة أي التزامات سابقة.
الأهالي وجهوا نداءات استغاثة عاجلة لإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، مؤكدين أن الجهات القضائية في مناطق سيطرة الحوثيين أصبحت بلا صلاحية ولا عدالة، في ظل تواطؤ واضح مع الأجهزة الأمنية.
ويحذر السكان من أن ما يجري في الصفراء ليس حالة استثنائية، بل نموذج مكرر لواقع القمع والنهب الذي يعيشه اليمنيون في مناطق سيطرة الجماعة، حيث تُصادر الحقوق وتُفرض القوانين بالبندقية.