يعيش أهالي مناطق وادي تبن في مديرية المسيمير بمحافظة لحج وضعاً مأساوياً بعد أن أغرقت السيول الجارفة الطريق الوحيد الذي يربطهم بعاصمة المديرية. لقد وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم محاصرين بين الجبال الصخرية الوعرة، محاولين بشجاعة البحث عن طريق بديل للخروج من العزلة التي يعيشونها منذ نحو نصف شهر. ولكن تلك المحاولات لم تكن خالية من المخاطر؛ فقد تحولت كل رحلة إلى مغامرة خطرة، حيث انقلبت السيارات، وسقطت الصخور، وراح البعض ضحية تلك الظروف القاسية.
في حادثة مؤلمة، انقلبت سيارة الشيخ رضوان عبدالله أحمد القريضي اليوم على الطريق الجبلي الوعر، مما حول رحلة عودته إلى منزله إلى كابوس حقيقي. هذا هو الواقع المرير الذي يواجهه سكان وادي تبن والمناطق المجاورة في مديرية الأزارق بمحافظة الضالع، حيث جرفت السيول الطريق الرئيسي الممتد على شريط وادي تبن، ولا تزال السيول مستمرة منذ نصف شهر، مما زاد من تفاقم الوضع.
السيارات التي تتعثر في وادي تبن أصبحت مشهداً مألوفاً، مع تأثر الأراضي الزراعية وتدمير المحاصيل التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم. هذه الظروف القاسية منعت المرضى من الوصول إلى المستشفيات للحصول على الرعاية الطبية، وحالت دون قدرة الأهالي على تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما توقفت حركة الطلاب عن الوصول إلى مدارسهم، مما أضاف إلى التحديات التي تواجه السكان.
يناشد أهالي وادي تبن السلطات المحلية والمنظمات الإغاثية وصندوق الطرق والجسور وكل من يستطيع تقديم العون، للنظر في معاناتهم والعمل على إصلاح الطريق الذي يعتبر شريان الحياة الوحيد لهم. إنهم يأملون في أن تصل أصواتهم إلى المعنيين ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه المواطنين الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة وسط هذه الظروف الصعبة.