تشهد كلية التربية بجامعة عدن تدهورًا غير مسبوق في إقبال الطلاب على الالتحاق بأقسامها المختلفة، في مؤشر ينذر بأزمة خطيرة تهدد مستقبل التعليم في العاصمة عدن والجنوب عمومًا.
وتكشف هذه الظاهرة عن عزوف ملحوظ لدى الشباب عن دراسة التخصصات التعليمية، إلى جانب ضعف مخرجات التعليم في المدارس.
كانت كلية التربية قبل الحرب تستقطب أعدادًا كبيرة من الطلاب، حيث كان يضم كل قسم من أقسامها الـ 15 أكثر من 100 طالب وطالبة، في كل قسم، إلا أن الوضع الحالي بات مقلقًا، إذ لا يتجاوز عدد الطلاب الملتحقين بجميع الأقسام 90 طالبًا وطالبة.
هذا الانخفاض الحاد يسلط الضوء على تراجع الاهتمام بالتعليم كخيار مهني، ويثير تساؤلات حول مستقبل الكادر التعليمي في البلاد.
مع هذا التراجع، تواجه المدارس في عدن خطرًا حقيقيًا يتمثل في نقص حاد بالمعلمين والمعلمات خلال السنوات القادمة، خاصة وأن خريجي كلية التربية هم المورد الأساسي للكادر التدريسي، وفي ظل هذا الوضع، قد تصبح المدارس عاجزة عن تلبية احتياجاتها من المعلمين، ما يشكل تهديدًا جوهريًا على جودة التعليم واستمراريته.
يأتي هذا الوضع ليزيد من تعقيد المشهد التعليمي في عدن، ويفرض تحديات ملحة على الجهات المعنية للتدخل العاجل، واتخاذ إجراءات جذرية لمعالجة هذه الأزمة التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.