فيما شكّل مؤتمر حضرموت الجامع، الثلاثاء، لجنتي تصعيد في مديريات الساحل ومديريات الوادي والصحراء في حضرموت شرقي اليمن، شهدت مديرية الشحر، أمس الأربعاء، احتجاجات شعبية غاضبة من انهيار الخدمات، وبخاصة الكهرباء، وتدهور قيمة العملة الوطنية، وما ينتج عنها باستمرار من تردٍ في الأوضاع المعيشية، مع الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن المحتجين أشعلوا النيران في إطارات تالفة، وقطعوا الطرق الرئيسية، بما فيها الطريق الدولي الذي يمر من هناك.
ورفع المحتجون مطالب بتحسين الخدمات، وفي مقدمتها الكهرباء، التي وصلت ساعات الانقطاع فيها هناك إلى 15 ساعة في اليوم، وفق (قناة عاد تي في) على التلغرام.
وأفادت مصادر محلية بأن حالة الاحتجاج تسببت في إغلاق محلات الصرافة والمحلات التجارية.
وكانت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، قد شهدت، مساء الإثنين، احتجاجات شعبية مماثلة.
وأشعل المحتجون النيران في إطارات تالفة وأغلقوا الطرق الرئيسية احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي، الذي وصل إلى 10 ساعات متتالية مقابل ساعتي تشغيل حسب موقع (الأحقاف نت).
وأوضحت مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت أن الأزمة ناتجة عن نقص حاد في وقود التشغيل، مما أدى إلى خروج محطات التوليد عن الخدمة، وتسبب في عجز كبير في توليد الطاقة.
وأشارت المؤسسة إلى أن خطوط النقل الكهربائية بقدرة 132 ك.ف القادمة من محطة توليد الريان المركزية إلى مدينة المكلا تعرضت لعطل فني أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة منذ صباح الثلاثاء.
تأتي هذه الاحتجاجات، التي من المتوقع أن تمتد لتشمل جميع مديريات ساحل ووادي حضرموت، مع استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، في ظل احتقان قائم من تدهور الخدمات العامة، وتدهور الأوضاع المعيشية، جراء الارتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية مع استمرار انهيار قيمة الريال، وتضاؤل قيمة المرتبات، وتراجع القدرة الشرائية لغالبية المواطنين.
مؤتمر حضرموت الجامع، الذي يرأسه، عمرو بن حبريش، الذي يرأس، أيضاً، حلف قبائل حضرموت، أصدر مساء الثلاثاء قراراً بتشكيل لجنتي تصعيد لتحقيق مطالب حضرموت في مديريات الساحل ومديريات الوادي والصحراء.
ونص القرار، الذي نشرته صفحة «الجامع» في منصة «فيسبوك»، على تشكيل لجنة تصعيد رئيسية بمديريات ساحل حضرموت مكونة من عشرة أشخاص، وتشكيل لجنة تصعيد رئيسية بمديريات وادي وصحراء حضرموت مكونة من ثمانية أشخاص.
وتشهد محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن، وأغناها نفطاً، تصعيداً منذ ثلاثة شهور من قبل حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع ضد السلطة المحلية ومجلس القيادة الرئاسي، على خلفية تدهور الخدمات العامة، والارتفاع المستمر في الأسعار، بالإضافة إلى ما يطالب به الحلف و»الجامع» في تثبيت حق حضرموت في نفطها وثرواتها، واعتماد «الجامع» ممثلاً للمحافظة في مشاورات التسوية اليمنية المقبلة.
وتجلى تصعيد الحلف والجامع واضحاً في استمرار التحشيد والاستنفار القبلي في هضبة حضرموت منذ أكثر من شهرين، بالتوازي مع انتشار مسلحي الحلف في الطرقات الرئيسة، بما فيها مداخل ومخارج حقول إنتاج النفط هناك.