بدأت مساء اليوم الأربعاء خدمات الاتصال والانترنت بالتوقف في بعض مناطق العاصمة عدن نتيجة الانقطاع التام للكهرباء الذي ضرب المدينة. وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ عدن التي تشهد فيها انقطاعًا كليًا للتيار الكهربائي، حيث كانت المدينة تعتبر من أوائل المدن في الشرق الأوسط التي دخلت إليها خدمة الكهرباء.
ويعاني السكان من تداعيات هذه الأزمة التي أثرت بشكل مباشر على الحياة اليومية، حيث توقفت خدمات الاتصالات والانترنت في العديد من الأحياء نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. كما حذرت مؤسسة المياه من توقف خدمة المياه بشكل كامل، بسبب عدم توفر الكهرباء لتشغيل مضخات المياه التي تغذي المدينة.
وفي بيان صادر عن المؤسسة العامة لكهرباء عدن، أكدت أن انطفاء المنظومة الكهربائية سيؤثر بشكل كبير على كافة القطاعات الحيوية، بما في ذلك تعطيل المستشفيات والمرافق الصحية وحقول المياه، وكذلك توقف الأنشطة التجارية. وقد أشار البيان إلى أن الأزمة الحالية تمثل سابقة خطيرة في تاريخ كهرباء عدن، التي لطالما كانت نموذجًا متقدمًا في المنطقة، ولكنها تواجه اليوم لأول مرة انطفاءً كليًا لم يسبق له مثيل.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر في مؤسسة الصرف الصحي عن احتمالية حدوث طفح في مياه المجاري نتيجة توقف مضخات تصريف مياه الصرف الصحي. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى زيادة معاناة المواطنين الذين يعانون أصلاً من أزمة الكهرباء والوقود.
وتستمر الأوضاع في العاصمة عدن في التدهور وسط مطالبات ملحة من المواطنين والجهات المعنية بضرورة توفير حلول عاجلة لضمان استمرارية الخدمات الأساسية وحماية صحة وسلامة المواطنين.
وكانت الجمعية الوطنية بالانتقالي قد وقفت اليوم باستفاضة أمام حالة الانهيار المريع في الخدمات بالعاصمة عدن الناجمة عن توقف محطات إنتاج الطاقة الكهربائية بشكل كامل، وقد صدر عن الاجتماع البيان الآتي :
نص البيان:
تناشد الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، دول التحالف العربي وفي مقدمتها الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التدخل العاجل لايقاف التدهور المُتفاقم والكارثي للوضع الخدماتي والمعيشي والاقتصادي وإنقاذ العاصمة عدن، وبقية محافظات الجنوب من كارثة إنسانية.
وتؤكد الهيئة الإدارية للجمعية، أن العاصمة عدن أصبحث تواجه وضعاً كارثياً في ظل الغياب الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وفشلهما التام في القيام بمسؤولياتهم، حيث أصبحت العاصمة محرومة من أبسط الخدمات، نتيجة العجز الحكومي عن القيام والإضطلاع بالمسئوليات تجاه الشعب في محافظات الجنوب والمناطق المحررة.
وتشدد الهيئة الإدارية للجمعية على رفضها الكامل لاستغلال هذه المعاناة وتوجيهها لتمرير أهداف واجندات سياسية مكشوفة تستهدف شعب الجنوب وقضيته، ولا تخدم سوى المليشيات الحوثية والجماعات الارهابية، سيما ما يتعلق بالتدهور المتزايد للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وما رافقه من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية والإستهلاكية وغلاء معيشي متزايد، ناهيك عن توقف خدمة التيار الكهربائي بشكل كامل في العاصمة عدن وهو أمر غير مسبوق منذ إدخال الكهرباء لها قبل زهاء قرن من الزمن على نحو اصبح يهدد بتوقف المستشفيات عن العمل وانقطاع إمدادات المياه لكل مديريات العاصمة، وهي حالة تعكس عجز الحكومة ومجلس القيادة عن توفير شحنات كافية من المازوت والديزل لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وعجزها تأمين وصول شحنات النفط الخام من محافظة حضرموت للعاصمة عدن.