نفذت قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج، يوم السبت الماضي 26 ابريل 2025 م ، زيارة ميدانية شاملة إلى مديرية المضاربة ورأس العارة، أحد أهم وأكبر مديريات المحافظة، وذلك للوقوف على أوضاعها الخدمية والتنموية، وبحث فرص الاستثمار فيها.

شارك في الزيارة مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة عبد الرب علي الجعفري، إلى جانب عدد من القيادات والمسؤولين، يتقدمهم مدير عام الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة صائب عبدالعزيز شكري ، ومستشار المحافظ لشؤون المنظمات عمر مقبل علي الصماتي، ومدير السجل التجاري صلاح أحمد.

وكان في استقبال الوفد الزائر مدير عام المديرية مراد جوبح، والأمين العام الدكتور عوض العلقمي، وعدد من مدراء المكاتب التنفيذية، حيث شملت الزيارة عدداً من المرافق الحيوية، من بينها مبنى السلطة المحلية الجديد الذي تم إنشاؤه عام 2024، ومقر الحملة الأمنية، ومبنى المحكمة، إضافة إلى النادي الرياضي الجاري تأهيله بعشب صناعي.

كما تفقد الوفد مشروع ميناء رأس العارة والمستشفى المحلي، واطلع على الخدمات الصحية والأدوية المجانية المقدمة، سواء من قبل المنظمات الدولية أو عبر جهود محلية. وشهدت الزيارة استعراضاً لجهود الحملة الأمنية في مكافحة التهريب وضبط عدد من القوارب والسيارات المستخدمة في عمليات التهريب.

وتطرقت الزيارة إلى عدد من المشاريع الخدمية التي يتم تنفيذها حالياً، منها مشروع مياه رأس العارة، ومشاريع مياه عزافة، السبل، الصرف، وخور عميرة، حيث تم إيصال المياه إلى المنازل لأول مرة في تاريخ المديرية. كما يتم حالياً إعداد دراسات لمشروع كهرباء يشمل مناطق رأس العارة، الخور، السقيه، السبل، وهويرب.

وفي تصريح صحفي أكد عبدالرب الجعفري، أن المديرية عانت طويلاً من التهميش وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، والتي لم تشهد أي مشاريع حيوية منذ سبعينيات القرن الماضي. مشيرا ، إلى أن سياسات الإقصاء الممنهج التي مورست خلال الفترات السابقة أسهمت في تفاقم معاناة السكان، رغم أن المنطقة تمتلك مقومات استثمارية وسياحية هائلة، من بينها هلال بحري طبيعي يمتد من خور عميرة حتى رأس العارة.

وأوضح الجعفري، أن تضافر الجهود بين الجهات الأمنية والعسكرية أسهم في استقرار العملية التعليمية، فيما ساعد الدعم المتواصل من السلطة المحلية في تحسين أداء مختلف المرافق.

واختتم الجعفري حديثه، بدعوة صريحة إلى قيادات الدولة، لا سيما أبناء مناطق الصبيحة، إلى تبني رؤية استراتيجية تنموية شاملة تنهض بواقع المديرية، وتفتح الأبواب أمام الاستثمارات بعد معالجة قضايا الأراضي وإنهاء النزاعات القبلية. مؤكدا أن مستقبل محافظة لحج الحقيقي يكمن في شريطها الساحلي، وليس في المدن التقليدية فقط، مشدداً على أن الحلم المشروع لأبناء المنطقة هو إنشاء ميناء حديث ومنتجعات سياحية على امتداد الساحل، بما يحقق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة للمديرية والمحافظة ككل.

وتعد مديرية المضاربة ورأس العارة من أكبر مديريات محافظة لحج، بمساحة تقدر بـ 3697 كم مربع، أي ما يعادل قرابة ثلث مساحة المحافظة، وتمتد على شريط ساحلي يبلغ طوله 150 كم مطل على مضيق باب المندب، ما يمنحها أهمية جغرافية واقتصادية فريدة.