أدان الاستاذ جمال مسعود علي المعلم في ثانوية إبان النموذجية للبنات إجراءات تسوية النزاع في قضية زميله المعلم في ثانوية الاهدل والذي تعرض قبل أيام لحادث اعتداء بالضرب من قبل طلاب في الثانوية حملوه إلى الهواء ثم طرحوه أرضا بطريقة عنيفة وقاسية ومؤلمة تركت أثرا نفسيا سيئا بين أوساط المعلمين بعد انتشار مقطع فيديو  صور. الحادثة وبثها في مواقع التواصل وأشعل موجة غضب عارمة في عدن

وأفاد بأن إجراءات التحقيق في الحادثة قد سارت بشكل طبيعي ، وان مكتب التربية في المحافظة والمديرية حسب علمه قد باشرا بالتحقيق فورا واتخذا مايلزم بكل حزم وشدة وراعيا الحق العام كون حادثة الاعتداء لم تمس الاستاذ في ثانوية الاهدل بل مست كل معلم وتربوي في البلد وعكست صورة مؤلمة عن حادثة صادمة للشارع العربي والإسلامي المحافظ على القيم والمثل العليا في التعامل مع المعلمين.

كما اشار الى أنه تم الإعلان مؤخرا عن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة واتخاذ أشد العقوبات بحق من اقترف هذا الاعتداء ليكون عبرة بحسب توجيهات محافظ عدن ، لكنه تفاجأ باعلان إجراء هو أكثر مايشبه الصلح القبلي المتعارف عليه عند تسوية النزاعات في مناطق خارج عدن مدينة النظام والقانون

وأكد بقوله نحن كمعلمين لانرفض الصلح ، فالصلح خير لكن قضية الاعتداء على المعلم ليست نزاع بين طرفين يحتاج لوساطة وتسوية بل هو اعتداء آثم ومشين داخل مدرسة وعلى مدرس ومن قبل تلاميذه وتعد من الجرائم المركبة بالغة الحساسية ولايكتفي البث فيها ومعالجتها وهي مؤلمة بهذا الاحتفال البهيج من الطلاب المعتدين يصفقون ويهتفون فرحا بالتسوية عند تقبيل الطالب لرأس المعلم الذي وكما يبدو من الصورة أن العبرة قد انحبست بفؤاده وكادت تخنقه بشي لم يفصح عنه ولا نعلم ماهو .

وتساءل قائلا :  من يستطيع أن يمسح هذا المشهد المؤلم من ذاكرتنا كمعلمين في كل مكان ، وكيف سننسى صورة زميلنا يحمله تلاميذه إلى الهواء ثم يطرحونه أرضا بكل جسمه ونكتفي بمشاهدة صورة أخرى لنفس الطالب يستقيم بكل جسارة جاذبا رأس المعلم نحوه ليقبله وكأنه مكره على فعل ذلك.

كيف نقبل كل ذلك ونستوعبه ؟. ماذا لو وقع المعلم على وجهه أو التوى عنقه أو انكسر عموده الفقري وأصيب بشلل لاقدر الله الحمد لله على سلامة الاستاذ وقدر الله عليه ولطف به هل سيتمكن الوسطاء من محو المشهد المؤلم من ذكرياتنا نحن زملاؤه المعلمون .

واستنكر اللجوء إلى هذا العرف الغريب ، معبرا بقوله : أننا في عدن أيها السادة  وعلينا أن نعيد القضية للتحقيق وتسير مجرياته وفقا للنظام والقانون ، ويصدر القاضي حكمه وفقا للشرع والنظام والقانون ونرسي دعائمهم ، فلسنا بحاجة إلى تغيير نمط التقاضي وفض الخصومات بين الناس بترك الاحتكام للقضاء والنزول إلى التحكيم للاعراف القبلية وتقديم الترضية للمتضرر من قبل القادر والمتيسر ليسقط العقاب المغلظ على المذنب فنؤسس لاعراف قبلية لم نكن نعرفها من قبل.

واختتم قوله مطالبا برفض التحكيم القبلي مع تقديره واحترامه لكل من شارك فيه قائلا :  ناسف أيها السادة نحن كمعلمين نريد الحكم في القضاء وليس التحكيم في المجالس نشكر سعيكم النبيل في تطييب خاطر الاستاذ في ثانوية الاهدل والاحتفال الفرائحي بمراسيم الاعتذار لكن وللاسف ليت هذا الاحتفال يتمكن من إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي ونسيان ماحدث للاستاذ.

وعبر من وجهة نظره على أنه لا تسوية مع من يعتدي على المعلم ويطرحه أرضا بهذه القسوة والوحشية بل قطيعة وعقوبة مغلظة وتعبير عن الغضب فلا حديث مع المعتدي ولا تفاوض مع ذويه ولا وساطة لأجله ، متأسفا على زميله مرة أخرى بقوله أن المعلم المطروح أرضا على يد تلاميذه اسأتم إليه مرة أخرى عندما سمحتم للطالب أن يمس رأسه ويقبله قبل أن ينزل به عقابكم  الشديدا الذي لم تنفذوه ليرضى به كل معلم في المدينة حتى يرتدع كل من تسول له نفسه أن يحمل المعلم ويطرحه أرضا ، أعيدوا التحقيق واحكموا بما يقره القانون واعلنوا ماتوصلتم إليه في التحقيق بمؤتمر صحفي خاطبوا فيه الشارع المحتقن وخففوا من غضب المعلمين فما هكذا تسوى القضايا الحساسة وخاصة مع المعلمين.