تسببت بإنفجار مرفأ بيروت..
خبير جيولوجي يحذر من وصول مياه البحر إلى “نترات الأمونيوم” التي تحملها السفينة الغريقة “روبيمار

توقع خبير جيولوجي ونفطي أن يؤدي وصول مياه البحر إلى كميات نترات الأمونيوم التي تحملها السفينة البريطانية “روبيمار” التي أعلن غرقها اليوم في البحر الأحمر في انتشار الطحالب الضارة وانخفاض مستوى الاكسجين في المياه.
ووفقا لدراسة علمية فإن أي انخفاضات بسيطة لمعدّلات الأكسجين في البحار قد تؤثر على نمو الأسماك، وتعيق التكاثر وتؤدي إلى إصابتها بالأمراض أو حتى الموت.
كما يحفز انخفاض معدّل الأكسجين في البحار قد تحفّز انبعاث مواد كيميائية خطيرة مثل أكسيد النيتروز، وهو من الغازات التي تعد أقوى بـ300 مرّة من ثاني أكسيد الكربون.
وقال الاستشاري في الموارد الطبيعية الدكتور الجيولوجي “عبدالغني جغمان” لـ”يمن ديلي نيوز”: بحسب المعلومات المتوافرة فإن الكمية التي تحملها السفينة هي نترات الامونيوم، التي تسبب تخزينها بشكل غير سليم بانفجار بيروت الشهير في أغسطس 2020.
وتابع: في حال وصلت المياه إلى كميات نترات الأمونيوم المقدرة بـ 21 ألف طن، ستتحلل هذه النترات وتتفاعل مع الماء، فيتشكل أيون الأمونيوم \((NH_4^+)\) وأيون النترات \((NO_3^-)\) في المحلول المائي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه بمركبات النيتروجين.
وقال: النيتروجين هو مغذي أساسي للنباتات، ولكن إذا كان متوفرًا بكميات كبيرة في المياه، يمكن أن يؤدي إلى زيادة نمو الطحالب والنباتات المائية الأخرى، وهذا يعرف باسم “تفاوت النيتروجين” ويمكن أن يؤدي إلى انتشار الطحالب الضارة وانخفاض مستوى الأكسجين في المياه.
وحول تفسيره لأسباب عدم التحرك البريطاني الأمريكي لإنقاذ السفينة وتركها تغرق في المياه اليمنية، قال إن ذلك يعود لأسباب فنية، فضلا عن المخاطرة في التعامل مع سفينة تحمل مواد قابلة للاحتراق ونصف غارقة.
كما استبعد الدكتور “جغمان” الحديث عن تخادم بين الحوثيين وملاك السفينة حول إغراق السفينة والتخلص من حمولتها كونها تحمل نفايات.
وقال: احتواء السفينة على مادة نترات الامونيوم، هو الأمر الذي عقد من فرص سحبها خوفا من حدوث انفجار لحمولتها، لذا لم يسارع أحد لقطرها، كما لم ترحب أي من الموانئ المجاورة باستقبالها بالإضافة إلى صعوبة التعامل معها كون عمر السفينة أكثر من ٢٧ عاماً.
وتابع: كانت هناك صعوبة بالغة ومعقدة في سحب السفينة، كونها كانت متضررة في غرفة المحرك، وغرق بالإضافة الى الخزان رقم (٥)، فلو تم سحبها ستنقسم إلى نصفين، ولذا مشكلة انقاذها كانت صعبة جدا”.
واعتبر قرار الشركة المالكة بإخلاء طاقم السفينة منذُ أول يوم لاستهدافها إلى جيبوتي “كان قرار صائب”، لأن “تقييم الضربة كان “تدمير هيكلي وواسع”، وكون غرقها أصبح مؤكدا لا محالة فتركوها لمصيرها مع أنها كانت محملة بنسبة 70%”.
وقلل الخبير الجيولوجي من مخاطر تسرب الزيوت من السفينة الذي ظهر في الصور الجوية بعد الضربة، لأن أغلب حمولتها هي من السماد وحمولتها من الزيوت لا يتجاوز الوقود اللازم لمحرك السفينة.
وأضاف: ما ظهر في الصور الجوية، ما هو إلا ماتسرب من وقود المحرك “لأن الضربة كانت في غرفة المحرك” لكنها لاتشكل الخطورة الأولى على مياه البحر، وإنما نترات الأمونيوم في حال تسربت إلى المياه.
واختتم الدكتور “جغمان” بالقول: في الأخير، نعتقد بأن الحكومة عبر هيئاتها المختلفة لن تقوم بشيء من أجل قياس الأثر البيئي أو حجم الضرر الناجم عن ذوبان هذه المادة، أو عمل توعية للصيادين في تلك المنطقة، ولن يتعدى الأمر عن زوبعة في وسائل التواصل يتلاشى بعد أيام.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا،، غرق السفينة “روبيمار”، قبالة السواحل اليمنية، بعد هجومين وصفتهما بـ”الإرهابيين” لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، استهدف السفينة التي تحمل علم “بيليز”، وعلى متنها موادا خطرة.
وأعربت خلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع السفينة التي تعرضت لاستهدافين من قبل جماعة الحوثي في 29 فبراير/ شباط الماضي، وفي الـ 18 من الشهر نفسه في بيان، عن أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر. وفق البيان.
وأكدت الخلية في بيانها، نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، أن غرق السفينة “روبيمار” كان نتيجة “متوقعة بعد تركها لمصيرها لأكثر من 12 يوماً وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية، لتلافي وقوع الكارثة التي تسببت بها المليشيات الارهابية المدعومة من النظام الإيراني”.
وحملت خلية الأزمة الحكومية، جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا “مسؤولية الكارثة البيئية، وتداعيات استمرارها في استهداف سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية على الوضع الإنساني في اليمن ودول المنطقة، وتهديد السلم والامن الدوليين”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في التعاطي الحازم مع التهديدات الإرهابية والحفاظ على سلامة الملاحة العالمية، وإمدادات السلع الاساسية المنقذة لحياة الملايين من شعوب المنطقة”.
وأكدت أنها في “حالة انعقاد دائم لتدارس الخطوات اللاحقة وتحديد أفضل السبل للتعامل مع التداعيات ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن الحادثة”.
وكانت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، استهدفت الخميس 29 فبراير/ شباط، زوارق لصيادين يمنيين قرب السفينة الجانحة “روبيمار”، ما أدى إلى مقتل أحد الصيادين وإصابة آخرين. وفق بيان للحكومة اليمنية أمس الجمعة.
وفي 18 فبراير/شباط الجاري أعلنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا استهدافها سفينة النفط البريطانية (روبيمار) ما ألحق أضرارا جسيمة بالسفينة وتسريب بقعة نفط بطول 18 ميلا (حوالي 29 كلم).
ومنذ 19 نوفمبر، تنفذ جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ردا على عدوانها وحصارها لقطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وألحقت هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي، أضرارا كبيرة بالاقتصاد بمعظم الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخاصة مصر، كما أعاقت حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل.