صحيفة.. استنفار في صنعاء... وحملة اعتقالات استهدفت مراهقين

وسط انتشار أمني غير مسبوق لعناصر الأمن الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، وتوسيع حملة الاعتقالات ضد المشتبه بمشاركتهم في الاحتفال بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» (أيلول)، هدّدت الجماعة رموز المعارضة بالقتل. وواصل الموالون لها حملتهم ضد اليمنيات واتهامهن بالعمالة؛ بسبب رفعهن الأعلام الوطنية والخروج إلى الشوارع للمشاركة في الاحتفالات.
مصادر محلية وسكان في صنعاء ذكروا لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين واصلوا إغلاق ميدان السبعين الخاص بالعروض الشبابية والعسكرية، وهو أكبر ميادين صنعاء رغم انتهاء احتفالهم الخاص، وأنهم وزّعوا عناصرهم المسلحين في عدد من أحياء العاصمة، وواصلوا ملاحقة الشبان المتهمين بالمشاركة في الاحتفالات بذكرى «ثورة 26 سبتمبر»، واعتقلوا أعداداً منهم، بينهم مراهقون لم تتجاوز أعمارهم الـ15 عاماً.
ووفق المصادر، فإن المسلحين الحوثيين يقومون بإيقاف الشبان في الأحياء، وفحص هواتفهم الشخصية؛ للتأكد من عدم وجود مراسلات تخص الاحتفال بذكرى الثورة، حيث باتت أقسام الشرطة الخاضعة للجماعة ممتلئة بالمعتقلين.
للنشر والتعميمتم تدشين الحملة الشعبية الواسعة تحت هاشتاق #رفع-الحصانةعن الخونة في البرلمان وفي المقدمة احمد سيف حاشد وعبدالوهاب قطرانللنشر بقوة حتى يتم تأديب الخونة وحماية الجبهة الداخلية
— هاشم ابوطالب (@hashem3332013) September 28, 2023
ووعد الحوثيون، بحسب المصادر، بإطلاق سراح مَن هم دون سن الرابعة عشرة فقط، ولكن بعد إبقائهم في الحجز لأيام عدة، في حين ستتم إحالة الآخرين إلى المخابرات للتحقيق معهم، وهو ما يثير المخاوف من تعرضهم للتعذيب.
تزامن ذلك مع مواصلة وسائل إعلام الحوثيين حملتها ضد مَن شاركوا في الاحتفالات، خصوصاً في مدينتي صنعاء وإب. وقالت مصادر محلية إن رموز المعارضة تلقوا تهديدات بالقتل؛ بسبب مطالبتهم بالإفراج عن المعتقلين على ذمة الاحتفالات، ومساندتهم إضراب المعلمين المطالبين برفع رواتبهم، وامتد هذا التحريض والتشويه إلى النساء؛ بسبب حضورهن الفاعل في الاحتفالات التي شهدتها شوارع العاصمة اليمنية.
تنديد حكومي
استنكر وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، حملات التشويه التي شنتها قيادات حوثية، بحق النساء اليمنيات اللاتي خرجن في شوارع العاصمة المختطفة، صنعاء، رافعات الأعلام ومرددات الشعارات الوطنية، احتفاءً بالذكرى الـ61 لـ«ثورة 26 سبتمبر»، وقال إن ذلك يكشف الوجه الحقيقي والقبيح «للميليشيا»، وتنصلها من كل القيم والعادات والتقاليد اليمنية.
احمد سيف حاشد برلماني بدرجة مرتزق وخائن وعميل والذي معجبه يدق راسه باب محمد المقالح!تخيلوا الرجال بيفتخر بانهم كانوا خلف فتنة اب وخلف ماحصل في صنعاء واليوم وبشكل علني ينسق مع المرتزقه والخونة على تحريك الشارع!يعني خلف الحصانه بيحتمي وهو مرتزق وخائن وين النائب العام او هي سياسه؟ pic.twitter.com/APbkvWJSAs
وبحسب الإرياني، «فقد عانت المرأة اليمنية جحيماً غير مسبوق منذ انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2015، حيث اختطفت الجماعة آلاف النساء من منازلهن، ومقار أعمالهن، والشوارع العامة، ونقاط التفتيش، وتم اقتيادهن للمعتقلات والسجون السرية، ولُفقت لهن التهم الكيدية، ومُورست بحقهن صنوف الابتزاز والتعذيب النفسي والجسدي، والتحرش، والاعتداء الجنسي، على خلفية أنشطتهن السياسية والإعلامية والحقوقية».
ونقلت المصادر الرسمية عن الوزير اليمني أنه حذّر مما وصفها بـ«الأدلجة» التي يحاول الحوثيون تأصيلها من خلال الإعلام والمنابر والسياسات الثقافية التي يتم تطبيقها في المدارس والجامعات، والتي تهدف «لإلغاء دور المرأة ليكون دوراً إنجابياً مدفوعاً بفكرة الجهاد وتوفير الجنود الأطفال الذين تستخدمهم الجماعة وقوداً لحروبها التي لا تنتهي، ودفع المرأة للانكفاء في المنزل».
ووصف الوزير سياسات الجماعة الحوثية بأنها «تدميرية للمجتمع، ويصل مداها للأجيال القادمة، وتقود بها اليمن على نهج (طالبان) وغيرها من الجماعات الإرهابية لتهديد، ليس سلام اليمن فقط بل أمن وسلام العالم أجمع».
وانتقد الإرياني تقييد حركة المرأة وحريتها بمنع تنقلها بين المحافظات، ومنع سفرها عبر مطار صنعاء «دون محرم» (مرافق من الأقارب الذكور)، وقال إن الحوثيبن قاموا بإصدار وثيقة تمنع النساء من العمل مع المنظمات، واستخدام الجوال ومساحيق التجميل، ووصل الأمر لمنعهن من ارتياد المطاعم إلا بعد إبراز عقد الزواج، وعدم الجلوس في المتنفسات العامة، وتحديد طريقة خياطة وألوان الملابس التي يرتدينها.
انتهاكات متنوعة
استعرض وزير الإعلام اليمني في تصريحاته، ممارسات الحوثيين بحق النساء، وقال إنهم ينفذون عمليات تحشيد وتعبئة متطرفة لمئات النساء، وابتزازهن في لقمة عيشهن، وتحويلهن إلى جزء من ذراعهم الأمنية تحت إطار ما يعرف بـ«الزينبيات»، على غرار وحدة الأمن النسائية في إيران «فراج»، التي تشارك في قمع الاحتجاجات النسائية، ومداهمة المنازل، واختطاف لمنخرطات مجالات السياسة والإعلام والمجتمع المدني، والتجسس على الجلسات، ومراقبة النقاشات الجماعية في مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام المدارس لتجنيد الأطفال، وحشد الطالبات في المرحلة الابتدائية، وغرس مفاهيم العنف والقتل في عقولهن بالأفكار المتطرفة.
وزير الإعلام اليمني طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا المرأة ومناهضة العنف ضد النساء، بالاضطلاع بدورهم في إيقاف الانتهاكات الحوثية المستمرة بحق النساء اليمنيات، التي تشكّل - بحسب رأيه - جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية، وانتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية القضاء على أشكال التمييز العنصري كافة ضد المرأة.
وشدد الإرياني على العمل بشكل فوري لإطلاق جميع المختطفات والمخفيات قسراً، وملاحقة المتورطين في الجرائم والانتهاكات التي طالت النساء اليمنيات، والعمل على إدراج الحوثيين وقياداتهم في قوائم الإرهاب.