غضب شعبي واسع بسبب طلب المبعوث الأممي تأجيل قرارات البنك المركزي

أثار طلب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بتأجيل قرار البنك المركزي اليمني في عدن سحب تراخيص البنوك اليمنية التي رفضت الانصياع لتوجيهات البنك المركزي ونقل مقراتها من صنعاء وسحب العملة القديمة، غضبًا واسعًا في الشارع اليمني بمختلف توجهاته السياسية والحزبية والشعبية.
وأعلنت الأحزاب السياسية اليمنية في عدد من المحافظات المحررة تأييدها لقرارات البنك المركزي، مؤكدة رفضها لأي توجه لإعادة النظر في تلك القرارات التي تأتي في إطار الإصلاحات الاقتصادية.
وشهدت محافظة مأرب اليوم السبت وقفة جماهيرية حاشدة دعماً لقرارات البنك المركزي اليمني وجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لوقف العبث الحوثي بالاقتصاد اليمني. وندد المشاركون في الوقفة بانهيار سعر العملة وتزايد نسبة الفقر والبطالة والجوع، مشددين على أن العملة الوطنية هي ملك للشعب وحمايتها حق سيادي للحكومة الشرعية التي يجب أن تقوم بواجبها لوقف التزوير الحوثي واستهداف الشركات والبيوت التجارية.
وأكد المحتجون أن أي تنازل عن حق البنك المركزي الحصري في إدارة السياسة النقدية يعد خدمة مجانية لمليشيا الحوثي وشرعنة لمساعيها الرامية لتقسيم البلاد إلى كيانين اقتصاديين على حساب معاناة المواطنين.
من جانبه، ناقش مجلس القيادة الرئاسي في اجتماع طارئ برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي طلب المبعوث الأممي الذي دعا لدعم رئيس وأعضاء المجلس لإطلاق حوار برعاية الأمم المتحدة لمناقشة التطورات الاقتصادية الأخيرة وسبل حلها بما يخدم المصلحة العليا للشعب اليمني. وأكد المجلس تمسكه بجدول أعمال واضح للمشاركة في أي حوار حول الملف الاقتصادي، بما في ذلك استئناف تصدير النفط، وتوحيد العملة الوطنية، وإلغاء كافة الإجراءات التعسفية بحق القطاع المصرفي ومجتمع المال والأعمال.
وأشار المجلس إلى أن الإصلاحات التي تقودها الحكومة والبنك المركزي اليمني تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية واحتواء تدهور العملة الوطنية وحماية النظام المصرفي، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على البنوك وتعاملاتها الخارجية والاستجابة لمعايير الافصاح والامتثال لمتطلبات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وردع الممارسات التعسفية الحوثية.
وحذر المجلس من التهديدات الإرهابية الحوثية بالتصعيد العسكري وإعادة الأوضاع إلى مربع الحرب الشاملة، معتبراً تلك التهديدات هروباً من الضغوط الداخلية والشعبية للبحث عن مغامرات كارثية، دون اكتراث للمعاناة الإنسانية التي طال أمدها.