المخرج محمد السلامي عطاء لم ينضب..
نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تقيم حفل تأبين للفقيد السلامي

بحضور نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان ورئيس مجلس النقابة فرع العاصمة عدن عبد الكريم الشعبي والأستاذ نصر باغريب نائب الأمين العام للنقابة
أحيت نقابة الصحفيين والإعلاميين يوم الثلاثاء حفلا تابينيا لكبير المخرجين في إذاعة وقناة عدن الفقيد محمد محمود السلامي، تحدث خلالها عدد من إعلامي وكوادر قناة عدن الفضائية، بالإضافة الى عدد من الأكاديميين والمثقفين من زملاء وأصدقاء الفقيد.
حيث شكرت في البداية أسرة السلامي مجلس النقابة على إقامة الفعالية، بعد زمن من الحزن والألم يجود حيث عانا فيه الفقيد الجحود والنكران والتقاعد التعسفي من قبل قناة عدن الذي خدم ووثق فيها أبرز الأعمال الدرامية والغنائية لكبار الفنانيين والسهرات التلفزيونية والبرامجية منذ العام 1968-2005 .
وعمل السلامي لسنوات قدم فيها جل اهتمامه بإخراج الكثير من الأعمال حتى جاءت الضربة القاضية عندما تم تكليفه بعمل بمعية زملاء له القناة في محافظة حضرموت بعد انتهاء التصوير والإخراج طلب منه تسليم التسجيل لقناة صنعاء، ولكن الفقيد رفض تسليم الشريط .وأثناء عودته لعدن تم احالتة للتقاعد وهي الضربة التي تسببت في مرضه وإصابته بذبحه صدرية وتم إهماله وتركه يصارع المرض والٱلم .
وفي كلمة لصديق الفقيد قال الشاعر علي حيمد:-
الحديث عن مرحلة تعرفي على المخرج التلفزيوني الكبير الراحل محمد محمود السلامي رحمه الله ... كانت من خلال متابعاتي المستمرة لبرامج الإذاعة والتلفزيون فأسمه وشهرته سبقت التعرف على شخصيته على الواقع وذلك عندما كان يتكرر اسمه بشمل مستمر في كثير من البرامج الاذاعية ثم مانشاهده على شاشة التلفاز عندما يظهر اسمه بالبنط العريض في البرنامج الذي كان يقوم بإخراجه .
ثم حصل لي الشرف أن تعرفت عليه شخصياً عند زيارتي المتكررة لتلفزيون عدن وكان ثالثنا المرحوم الشاعر الكبير احمد سيف ثابت رحمه الله ... ومع الأيام ارتبطنا بعلاقات صداقة وثيقة كما كانت تجمعنا الفعاليات التي كانت تنظمها جمعية تنمية الموروث الشعبي وأصبح لا يتخلف عن أي لقاء او فعالية نقيمها وكان حضوره فعال ومشاركته ايجابية من خلال مايطرحه من ملاحظات وآراء وذلك لما تختزنه ذاكرته من ذكريات فنية أو في مجال عمله الابداعي في التلفزيون وقبلها في الإذاعة.
ما لا يعرفه الكثيرين عن الفقيد محمد محمود السلامي:-
كثير من المتابعين والمشاهدين يعرفون عن السلامي المخرج التلفزيوني فقط ولكن مالا يعرفه غالبية الناس أن الفقيد السلامي عمل بعد تخرجه من القاهرة في العام 1968م عمل في اذاعة عدن ، حيث بدأ العمل في الإذاعة مذيعاً ومعداً ومقدماً للبرامج وذلك كما هو مبين أدناه:-
١- مذيع ربط - من أكتوبر 1968م
٢- أعد وقدم برنامج اخواننا في المهجر
٣- أعد وقدم برنامج قرأت لك لمدة عام كامل أو يزيد
٤- أعد وقدم وأخرج البرنامج الاذاعي المسابقاتي الشهير ( رسوم على الهواء ) وقد قام برسومات المسابقة التي جاءت على شكل الكلمات المتقاطعة الفنان التشكيلي الاستاذ علي محمد يحيى وكتب كلمات المسابقة الإعلامي الكبير عبدالرحمن بلجون رحمه الله ولحنها الموسيقار احمد بن أحمد قاسم وهي للعلم اول مسابقة اذاعية تقدم على مستوى الإذاعة وحتى على مستوى التلفزيون .
٥- أعد وقدم برنامج قرأت سمعت ورأيت
٦- تولى اعداد وتقديم برنامج قصة قصيرة وذلك أثناء سفر معد ومقدم البرنامج الاستاذ علوي السقاف رحمه الله .
٧- أخرج برنامج درامي بعنوان ( شهر و٣٠ مشكلة ) مكون من ثلاثين حلقة رمضانية كتب حلقات البرنامج الاستاذ احمد محمد الشميري رحمه الله ... وشاركت في البرنامج الفنانة ماجدة نبيه كممثلة قبل أن تصبح مطربة .
٨- اخرج برنامج احمد فضل القمندان ( ٣٠) حلقة رمضانية كتبها وأعدها للإذاعة الاستاذ الشاعر عبدالله هادي سبيت رحمه الله وقدم حلقات البرنامج الإعلامي الاستاذ عبدالقادر سعيد هادي رحمه الله غناء الفنان مهدي درويش رحمه الله .. كما شارك في تقديم القصائد القمندانية الشاعر الراحل أحمد صالح عيسى والاعلامي الاستاذ احمد سعيد الحاج رحمهما الله .
٩ - اخرج المسلسل الاذاعي الاجتماع الفكاهي( شروى ) وهو مسلسل رمضاني مكون من ثلاثين حلقة تأليف الاستاذ الكاتب والممثل المرحوم محمد عبدالمنان رحمه الله تمثيل الفنانة لول نصيب والفنان محمد قائد الذي عرف فيما بعد بشروى .
١٠ - أخرج مسلسل الأم للروائي العالمي الروسي مكسيم جوركي وقد اعد السيناريو للاذاعة الاستاذ عبدالعزيز محمد عبد الله وقدم في ثلاثين حلقة رمضانية اشترك في التمثيل كوكبة من كبار الممثلين في عدن.
١١- أخرج مسلسل التركة المستوحى من مسرحية التركة للكاتب الكبير الأستاذ سعيد عولقي اطال الله في عمره حيث قدم في عشرين حلقة اذاعية .
١٢ - أخرج عدد من حلقات مسلسل ( صنعاء مدينة مفتوحة ) تأليف الاستاذ الإعلامي الكبير عبدالله عمر بلفقيه رحمه الله وبرز في المسلسل الإعلامي الراحل سالم احمد بن شعيب كممثل قبل أن يلتحق بالاذاعة كمذيع ومعلق رياضي .
١٣- أخرج مسلسل اذاعي من سبع حلقات للكاتب والاعلامي والمخرج والممثل محمد مدي رحمه الله وهو مسلسل اجتماعي بعنوان ( من علم زهرة ) .
هذا كان استعراض لما قدمه فقيدنا الراحل محمد محمود السلامي لاذاعة عدن كمذيع ربط ومقدم ومخرج عدد من البرامج والمسلسلات .
السلامي المخرج التلفزيوني :-
أصبح المخرج السلامي من كبار مخرجي تلفزيون عدن بعد أن أخرج عدد كبير من البرامج التلفزيوني التي شكلت علامة بارزة في العمل التلفزيوني في فترة ازدهاره.
وما يميز السلامي انه لم يقتصر علمه في التعامل مع اجهزة الإخراج فقط ، وإنما يتعامل بإحساس الفنان الذي يمتلك الذوق الفني الرفيع فمثلا عندما يقوم بتسجيل عمل غنائي ما فأنه يستمع إلى كل صغيرة وكبيرة أثناء التسجيل ويستطيع تحديد وملاحظة اي نشاز أثناء التسجيل ويقوم بإيقاف التسجيل على الفور ويطلب الاعادة من جديد فهو بالإضافة إلى كونه مخرج متمكن فأنه يمتلك شخصية قوية في عمله تمكنه من السيطرة على كل أدوات الاخراج الفنية والتقنية.
وقد قام بإخراج البرامج التلفزيونية التالية:-
١-ساهم في اخراج البرنامج التلفزيوني الشهير جنة الألحان الذي كان يقدمه الاستاذ علوي السقاف رحمه الله
٢-ساهم في اخراج البرنامج التلفزيوني الشهير(نادي التلفزيون) الذي كان يعده ويقدمه الإعلامي احمد ناصر الحماطي .
٣- ساهم في اخراج البرنامج الثقافي المنوع مجلة التلفزيون .
٤-ساهم في اخراج البرنامج التلفزيوني لقاء الاسبوع.
٥- ساهم في اخراج البرنامج التلفزيوني محطات على الطريق الذي كان يعده ويقومه الإعلامي احمد سعيد الحاج رحمه الله .
٦-اخرج مسلسل نعمان .
كما أخرج عدد من السهرات الغنائية وعدد من الأغاني لعدد كبير من كبار الفنانين مثل :-
- الفنان أحمد بن أحمد قاسم (أغنية وربي).
- الفنان محمد صالح عزاني ( دويتو الراعي و الراعيه مع الفنانه صباح منصر).
- سجل مجموعة غنائية للفنان محمد محسن عطروش.
وقام بنقل وإخراج عدد من المهرجانات والاحتفالات الوطنية بواسطة عربة النقل الخارجي لكثير من المناسبات الوطنية في عدن وخارج عدن مثل المكلا وصنعاء .
السلامي كاتباً صحفياً:-
***************
بعد الاحالة القسرية إلى التقاعد وهو في قمة عطاءه اتجه نحو الكتابة الصحفية، حيث كتب ونشر عدد من المقالات الصحفية المهمة وكانت صحيفة الأيام الغراء هي اول من نشر له هذه المقالات وكانت مقالاته تحمل العديد من المواضيع التي كانت تعاني منها قناة عدن بعد التدهور الكبير الذي حل بها بعد حرب صيف ١٩٩٤م .
ومن اهم ما كتب ونشر من مقالات مقال بعنوان ( ديّنا الفجر) الذي تناول فيه ما تعرضت له مكتبة التلفزيون من سلب ونهب لكل محتوياتها من الوثائق من أشرطة وغيرها والتي كانت تحتوي على الكثير من الأغاني التي سجلت في التلفزيون على مدى تاريخه الطويل وكذلك الأفلام الوثائقية والتمثيليات والمسرحيات حيث تم نقل هذه الوثائق بواسطة عربات النقل الديّنا فجرا إلى صنعاء ليتم اخفائها أو توزيع ماهو صالح منها إلى بقية القنوات اليمنية .
رحم الله استاذنا وفقيدنا الكبير محمد محمود السلامي واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة فلقد عاش عزيز النفس عفيف اليد لم يستجدي احد حتى في أصعب مراحل حياته المرضية .
في الاخير اشكر نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين على هذه المبادرة الطيبة لإقامة هذا اللقاء التأبيني للفقيد آملا إن تحظى أسرته بالرعاية والاهتمام من قبل ذوي الشأن.
وفي هذا السياق اثنى الإعلامي المخضرم صلاح بن جوهر في كلمته على ما قام به الفقيد أثناء التصوير والتسجيل في حضرموت وكان جوهر من ضمن طاقم العمل حينها .
كما تحدث عن معاناة الإعلاميين في إذاعة وقناة عرض أثناء مباشرة عملهم ومن بعد اغلاق القناة وما عاشه الطاقم من معاناة وآلم وخوف وصمت رافقهم طيلة حياتهم .
وأشار أن ارشيف وتاريخ الفقيد في مجال الإخراج كان قوي ومتين ويعتبر هو الوحيد الذي أرشف معظم أعمال القناة، مطالب بتوثيق تاريخ الفقيد بكتاب.
من جهته عبر عن سعادته بالكلمة التي ألقاها نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين عيدروس باحشوان مؤكدا الوقوف بجانب الإعلاميين بتقديم التسهيلات للمتابعة بالسفر والعلاج عبر بعض المستشفيات بعدن وحصولهم على التخفيض المبلغ المقرر الاصلي للمستشفى.
تأبين الفقيد محمد السلامي فجر فتح نافذة على معاناة لإعلاميين الذين ما يزالوا قادرين على العطاء ويتألمون بصمت، بالإضافة الى الإعلاميين الذي ينهكهم المرض والتعب .
وناشد الحضور المسؤولين والجهات المختصة إعادة ارشيف القناة المسروق والذي للأسف شارك بهذا العبث بعض من الجنوبيين .
وفي ختام حفل التأبين قدم النقيب درع النقابة لأسرة الفقيد وشهادة تقديرية من مجلس نقابة الصحفيين والإعلاميين في العاصمة عدن.